أنصار اليمين القومي والتطرف الديني يشوهون صورة إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      صورتنا يوماً بالبشاعة التي هي عليها اليوم، إذ يريد رئيس الحكومة إسكات أذان المساجد، وإغلاق القناة العاشرة [في التلفزيون الإسرائيلي]، في الوقت الذي يعبر فيه وزير الخارجية عن دعمه للديكتاتور الروسي [بوتين] الذي زور نتائج الانتخابات، ولا يفعل وزير الدفاع شيئاً لوقف اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين والإساءة إلى الجنديات. وفي هذه الأيام، يحاول وزير العدل تحويل محكمة العدل العليا إلى فرع تابع له، ويسعى المستشار القضائي للحكومة لمنع وسائل الإعلام من التحقيق بشأن الشخصيات العامة، ويبعد نائب وزير الصحة النساء عن المناسبات الرسمية، ويقوم رئيس الائتلاف بزعزعة المجتمع المدني وإلغائه. أمّا المتدينون المتشددون فيعزلون النساء ويتسلطون على العلمانيين ويبصقون على رجال الدين المسيحيين. ويقوم مخربون يهود بإحراق أماكن الصلاة التابعة للمسلمين، ويقتحمون معسكرات للجيش ويهاجمون الجنود.

·      لقد حل محل إسرائيل المتحضرة إسرائيل أخرى ظلامية. وقد شهد تاريخنا لحظات مظلمة مثل مجزرة كفر قاسم، وصبرا وشاتيلا، ومذبحة غولدشتاين، كما جرت في الماضي محاولات لإسكات الصحف والهجوم على الجهاز القضائي، لكننا لم نشهد يوماً مثل هذه الحملة الواسعة النطاق من أجل تشويه وجه إسرائيل واستبداله بوجه آخر.

·      لقد تحولت إسرائيل في ظل حكم بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان إلى دولة قيمها هي قيم نيوت غرينغريتش [مرشح الحزب الجمهوري الذي قال إن الشعب الفلسطيني هو شعب مخترَع]، ووجهها هو وجه فلاديمير بوتين. فلماذا يحدث هذا كله الآن؟ ولماذا تقوم القوى المعادية للديمقراطية بالاقتصاص من حقوق الإنسان ومن الحريات؟

·      الجواب هو: نتنياهو. في الماضي كان نتنياهو رجلاً محافظاً لكن حذراً. حاول أن يجعل إسرائيل دولة اقتصاد حر وقوي، وتبنى القيم الأميركية الجمهورية. يمكن القول أنه خلال ولايته الأولى حكم كديمقراطي وخسر كديمقراطي.

·      بيد أنه تغير في الألفية الثالثة مثلما تغير الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة. وبات زعيماً متسلطاً، لا تحركه قواعد اللعبة وإنما رغبته في تقوية موقعه، كما لا يهمه الدفاع عن الديمقراطية، وإنما الاحتفاظ بالسلطة...

إن ضعف زعامة نتنياهو وتخاذله هما اللذان أديا إلى هذا الهيجان، وفشله في وضع حد للقوى الظلامية هو الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه. لكن الوقت لم يفت بعد، وفي إمكانه أن يوقف هذا الجنون في لحظة واحدة. وكل ما عليه أن يفعله هو وقف إصدار القوانين التوتاليتارية، وأن يلقي خطاباً مستفيضاً في مدح الديمقراطية وفي الدفاع عن حقوق الإنسان. كما عليه أن يوضح للجميع أنه لن يسكت على العنف، وأن النساء والعرب متساوون مع غيرهم، وأن البشر جميعهم هم خلق الله.