· أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الاعتداءات التي ارتكبها نشيطو اليمين الليلة قبل الماضية على ضباط الجيش الإسرائيلي وجنوده في المناطق المحتلة تشكل تجاوزاً للخطوط الحمر. وما يجب قوله إزاء ذلك هو أن هؤلاء الجنود وقادة الجيش يملكون وسائل كافية لحماية أنفسهم، بينما الاعتداءات الأخطر هي تلك التي يرتكبها المستوطنون في هذه المناطق ضد السكان العرب، وهؤلاء لا يوجد من يوفر الحماية لهم على الإطلاق. وعلى سبيل المثال، فإن يوم أمس (الأربعاء) فقط شهد عمليات إحراق 5 سيارات فلسطينية، وحوادث رشق حجارة على عشرات السيارات الفلسطينية، وعملية إحراق مسجد تاريخي في القدس الغربية وكتابة شعارات بذيئة على جدرانه.
· بناء على ذلك، يتعين على كل من أعرب عن صدمته الكبيرة إزاء اعتداءات نشيطي اليمين على الجيش أن يدرك أن مثل هذه الاعتداءات يتعرض لها الفلسطينيون يومياً في جميع أنحاء المناطق المحتلة.
· ولعلم الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي فإن الخطوط الحمر تم تجاوزها منذ فترة طويلة، والعلم الأسود بات مرفوعاً في المناطق المحتلة منذ أعوام كثيرة، وما يسود في هذه المناطق هو نظام أبارتهايد بكل ما في هذه الكلمة من معنى. فضلاً عن ذلك فإن العنف الذي يُمارس ضد الفلسطينيين تحول إلى آفة معدية، وكل من يعتقد أن المشكلة كامنة فقط في عدم تطبيق القانون يرتكب خطأ فادحاً، ذلك بأن القانون الإسرائيلي الذي يُطبّق في المناطق الفلسطينية هو قانون سيّىء وغير عادل من أساسه. ويجب ألاّ ننسى أن المنظمات المتعددة التي تحاول أن تقف في وجه هذا القانون، على غرار "جمعية حقوق المواطن"، و"يش دين" ["يوجد قانون"]، و"بتسيلم"، تتعرض في الوقت الحالي لحملة شرسة من جانب الحكومة الإسرائيلية تهدف إلى كم أفواهها.
· صحيح أن العنف في المناطق المحتلة تحول إلى عادة روتينية، لكن سبب ذلك يعود أساساً إلى حقيقة أن السلطات المسؤولة عن تطبيق القانون تغض الطرف بصورة منهجية عن ممارسات الاحتلال والمستوطنين إزاء السكان الفلسطينيين وأملاكهم. ومن الطبيعي ألاّ يبقى خطر هذا العنف منحصراً في الفلسطينيين فقط.
وعلى جميع الذين اعتبروا أن الاعتداء على جنود الجيش الإسرائيلي عملاً خطراً للغاية أن يدركوا أن الاعتداءات على الفلسطينيين لا تقل خطراً عنه إن لم تكن أشد وأدهى لأنها تجري تحت سمع وبصر الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون.