من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· في الأشهر التي مرت منذ عقد مؤتمر أنابوليس [في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007] تبلور نظام عالمي جديد ومغاير. ويتعين على خليفة رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أن يحدد مساره في واقع لا تزال الولايات المتحدة فيه الدولة العظمى والأقوى، لكنها ليست الوحيدة. إن هذا الواقع هو النتيجة الحتمية للركود الاقتصادي في الولايات المتحدة، ولصعود "الرأسمالية الأوتوقراطية" في روسيا والصين ودول الخليج.
· صحيح أن الولايات المتحدة لن تفقد عظمتها بسرعة، وصحيح أنه لا يوجد في الأفق منافسون لا لقوتها العسكرية ولا لمعاهد أبحاثها ولا لسيطرتها على الثقافة الشعبية وعلى الإنترنت، إلاّ إنه لم يعد في إمكانها أن تملي مواقفها وقيمها على الآخرين.
· إن هذا التغيير ينعكس على الشرق الأوسط في اختفاء نموذج "المعتدلين ضد المتطرفين"، الذي قاده [الرئيس الأميركي] جورج بوش خلال الأعوام القليلة الفائتة، واستبداله بلعبة القوة. وبناء على ذلك، فإن العالم يقترب من التسليم بإيران نووية في مقابل الهدوء في الخليج واستقرار أسعار النفط، وسورية تعرض نفسها للبيع في مقابل إنقاذها من العزلة، وإسرائيل سلّمت بسلطة "حماس" في غزة وسلطة حزب الله في لبنان، والأردن عاد إلى التحادث مع "حماس". إن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الذي يناور بين اللاعبين الإقليميين، يمثل هذه السياسة الجديدة.
· هذا التغيير مزعج لإسرائيل بسبب تبعيتها للولايات المتحدة، ولهذا فإن ما يتعين عليها أن تتطلع إليه الآن هو أن تتخلص أميركا من محنتها، وفي أسرع وقت ممكن. غير أن هذا العالم الجديد ينطوي، أيضاً، على فرص لإسرائيل، منها مثلاً ازدياد احتمال التوصل إلى تسوية مع سورية.
· أمّا احتمال التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين فقائم الآن في دول الخليج التي تشهد تطويراً لمركز اقتصادي ومالي دولي. إن دول الخليج تعرض على إسرائيل فرصة اقتصادية لا يجوز تفويتها، غير أنها تطلب ثمناً لها، هو حل النزاع مع الفلسطينيين. هذه هي الرسالة التي ينقلها قادة دول الخليج خلال أحاديثهم مع شخصيات إسرائيلية، فهؤلاء القادة لا يكتفون ببادرات حُسن النية الفارغة من المضمون، على غرار "تجديد المفاوضات"، وإنما يرغبون في رؤية نتائج حقيقية.