اغتيال وسام الحسن قد يكون مؤشراً إلى عودة حزب الله لتنفيذ جرائم سورية في لبنان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

·       إن عملية اغتيال وسام الحسن [رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن اللبناني الداخلي] في حي الأشرفية في بيروت يوم الجمعة الفائت يجب ألا تفاجئ أحداً. ومن الواضح أن الذين اغتالوه كانوا يملكون معلومات استخباراتية دقيقة تتعلق بتحركاته لا يمكن أن تتوفر إلا من مصادر لبنانية داخلية سرية، وقد ساعدت هذه المعلومات في تنفيذ عملية الاغتيال التي أودت بحياة سبعة أبرياء، وتسببت بإصابة عشرات غيرهم بجروح.

·       وكان الحسن مسؤولاً عن التحقيق مع ميشال سماحة، النائب اللبناني السابق الموالي للسوريين في مجلس النواب، وجراء هذا التحقيق اعتبر كمن تسبب بإحراج سورية على رؤوس الأشهاد عندما كشف عن قيام سماحة بنقل مواد تخريبية تهدف إلى تصفية أخصامها السياسيين في لبنان.   

·       ولا شك في أن تدخل سورية الفظ على مدار أعوام طويلة في الصراعات اللبنانية الداخلية، وتورطها في تصفية أخصامها السياسيين في لبنان، هما حقيقة معروفة للجميع. وعلى الرغم من انشغال دمشق بصورة مكثفة في الآونة الأخيرة في الحفاظ على بقاء نظام بشار الأسد، فإن ذلك لم يمنع عناصر فيها من تصفية الحساب مع أخصام لها في لبنان. في الوقت نفسه فإن سورية تستعين في صراعها الداخلي بعدة حلفاء من الخارج، في مقدمهم أفراد الحرس الثوري الإيراني، ومقاتلو حزب الله. وقد اعترفت مصادر مسؤولة في الحرس الثوري الإيراني بأن نظام طهران يقدم مساعدات إلى نظام الأسد المتحالف معه. كما أن تدخل حزب الله فيما يحدث داخل سورية، إلى جانب الدعم العلني الذي يبديه [الأمين العام لحزب الله] السيد حسن نصر الله لممارسات الأسد ضد أبناء شعبه، باتا مفضوحين على الرغم من محاولات نصر الله فرض تعتيم عليهما.  

ويمكن القول إن عملية اغتيال الحسن، الذي كان ضالعاً أيضاً في تقصي وقائع اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري (والذي ثبت أن حزب الله نفذه)، من شأنها أن تشير إلى أن حزب الله قد عاد مرة أخرى إلى تنفيذ الجرائم القذرة التي تريد سورية أن ترتكبها في لبنان. وبذا يصيب حزب الله عدة عصافير بحجر واحد، إذ إنه من جهة يخدم مصالح السوريين، ولا سيما في ظل الأوضاع الصعبة القاسية التي يتعرض لها نظام الأسد في الوقت الحالي، ومن جهة أخرى يقصي من طريقه خصماً مهنياً عنيداً سبق أن كشف عن أعمال إجرامية ارتكبها الحزب في الماضي، واستمر في ذلك حتى يوم موته، ومن جهة ثالثة يؤكد لجميع الذين ينتقدونه جراء دعمه لنظام دمشق أنه ما زال صاحب الذراع الطويلة والقوية في المنطقة. وبكلمات أخرى: يؤكد حزب الله أن كل من يعتقد أن تأزم أوضاع النظام في سورية سيلحق أضراراً بمكانته السياسية والعسكرية الخاصة في لبنان يرتكب خطأ فادحاً، ويمكن أن يدفع ثمناً باهظاً جراء اعتقاده هذا