· يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يسعى، من جهة، إلى الحفاظ على "أرض إسرائيل الكاملة"، ومن جهة أخرى إلى إرضاء رغبة الولايات المتحدة والعالم أجمع، ولذا فإنه يتحدث عن "دولتين"، ويحاول تصوير نفسه كما لو أنه أكثر الراغبين في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، ويغازل سورية، ويفاوض حزب كاديما، ويحاول أن ينال حظوة لدى [الرئيس الفرنسي] نيكولا ساركوزي و[رئيس الوزراء الإيطالي] سيلفيو برلسكوني، ويهدف ذلك كله إلى ضمان بقائه رئيساً للحكومة.
· إن سلوك نتنياهو شرعي. غير أن المشكلة تبقى كامنة في أن الجانب الآخر، أكان في الساحة السياسية الإسرائيلية أم في الساحة العالمية، لا يتعاون معه. ولذا يجب عليه أن يحسم طريقه عاجلاً أم آجلاً.
ويعتقد كثيرون (وأنا منهم) أن نتنياهو قد حسم طريقه (وهذا ما يدل عليه حديثه عن "دولتين لشعبين" وعن رغبته في استئناف المفاوضات، فضلاً عن قرار تجميد الاستيطان)، بينما يعتقد كثيرون غيري أنه لم يحسم طريقه بعد، وأن ما يفعله إنما هو استمرار للمناورة بين الرغبة في الحفاظ على "أرض إسرائيل الكاملة"، والرغبة في البقاء رئيساً للحكومة أطول فترة ممكنة.