أعلن ديوان رئيس الحكومة في بيان صدر عقب اجتماع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أمس، أن الزعيمين "تحدثا عن سبل تحريك العملية السياسية مع الفلسطينيين، كما طرح موضوع الجهد المبذول لإعادة ]الجندي الأسير[ غلعاد شاليط. وأعرب الرئيس مبارك عن التزامه دفع عملية السلام قدماً".
وعرض نتنياهو خلال الاجتماع التوافقات التي توصل إليها مع الإدارة الأميركية على شروط بدء المفاوضات مع الفلسطينيين ("هآرتس"، 30/12/2009). وأكد رئيس الحكومة أمام الرئيس مبارك أن على مصر، في ضوء المرونة ]التي أبدتها إسرائيل[ في شأن شروط المفاوضات، أن تمارس الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاستئناف العملية السياسية.
وقد انضم إلى نتنياهو في زيارته إلى القاهرة، بصورة استثنائية، مبعوثه الخاص الذي يتولى الموضوع الفلسطيني المحامي يتسحاق مولخو، المسؤول عن المحادثات مع الإدارة الأميركية فيما يتعلق بشروط بدء المفاوضات. وكان مولخو التقى المبعوث الأميركي جورج ميتشل خلال الأسبوع الفائت، وتوصل معه إلى عدة توافقات على هذا الموضوع، بما في ذلك موافقة إسرائيل على تحديد مدة المفاوضات بعامين، والتزام الاتفاقات السابقة، والاستعداد للتباحث في مطالبة الفلسطينيين بحدود تستند إلى خطوط سنة 1967.
وقال مصدر سياسي رفيع المستوى إن هدف لقاء نتنياهو ومبارك كان "تحويل مصر إلى لاعب مركزي في المفاوضات السياسية"، وأضاف أن رئيس الحكومة اتفق مع مبارك على شروط بدء المفاوضات مع الفلسطينيين ("معاريف"، 30/12/2009).
وحتى الآن، كانت الادارة الأميركية هي الوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين، وكان مبعوثها إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل قد حاول إطلاق المفاوضات [بين إسرائيل والفلسطينيين]. وترغب إسرائيل التي تعتبر مصر حليفاً في أن تقود هي الاتصالات مع الفلسطينيين، إلى جانب الولايات المتحدة.
وقال مصدر سياسي رفيع المستوى إن فكرة قيام الأميركيين بتقديم ضمانات إلى الطرفين بشأن الحل النهائي طرحت خلال اللقاء مع مبارك. وعلى حد قول المصدر، سيقدم الأميركيون إلى أبو مازن ضمانات فحواها أن الاتفاقات النهائية ستكون على أساس حدود 1967، وسيعرضون على إسرائيل تعهداً بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، فضلاً عن بعض الضمانات الأمنية.
وبعد نحو أسبوعين سيقوم المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل بزيارة إلى المنطقة، ويتوقع أن يزور أيضاً سورية ودول الخليج في محاولة لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية. وقال مصدر سياسي في ديوان رئيس الحكومة: "ستسغرق العملية أسابيع معدودة"، وأضاف: "يبدو أن هذه الاتصالات ستؤدي في نهاية المطاف إلى استئناف المفاوضات خلال فترة معقولة".