إسرائيل لا تملك رداً ملائماً على ما يحدث في جبهة سيناء
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      تجد إسرائيل نفسها في الوقت الحالي في خضم فخ كبير، ذلك بأنها تواجه جبهة "إرهابية" جديدة وخطرة في شبه جزيرة سيناء ولا تملك رداً ملائماً على ما يحدث فيها باستثناء القيام بإجراءات ردع وقائية محدودة. في الوقت نفسه لا يمكنها أن تعمل داخل سيناء نفسها خشية أن يتسبب ذلك بتقويض علاقاتها مع مصر، ولذا فإنها تكتفي بالعمل داخل قطاع غزة، الأمر الذي يؤدي إلى استئناف عمليات إطلاق الصواريخ على بلداتها ومدنها الجنوبية.

·      وعندما تقوم إسرائيل بعمليات عسكرية داخل قطاع غزة فإنها تتذرع بحجة محاربة "الإرهاب"، أو بحجة إحباط عمليات مسلحة يجري التخطيط لتنفيذها من جانب عناصر "إرهابية" في القطاع، لكنها هنا أيضاً تقف أمام مشكلة عويصة كامنة في افتقارها إلى معلومات استخباراتية كافية، فمثلاً ما زالت إسرائيل تواجه حتى الآن صعوبة كبيرة في إثبات مسؤولية لجان المقاومة الشعبية عن العملية المسلحة التي وقعت بالقرب من مدينة إيلات في آب/ أغسطس الفائت، وذلك على الرغم من أنها قامت باغتيال عدد من قادة هذه اللجان بحجة تنفيذ تلك العملية.

·      وفي مطلع الأسبوع الحالي رفعت قيادة الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في منطقة الحدود مع مصر إلى الدرجة القصوى، وذلك عقب تلقي معلومات استخباراتية تفيد باحتمال تنفيذ عملية مسلحة في تلك المنطقة. وبطبيعة الحال فإن إسرائيل لا يمكنها أن تقف مكتوفة اليدين إزاء ذلك، ولا يمكنها أن تظل في حالة تأهب قصوى فترة طويلة. وفضلاً عن ذلك فإن المصريين لا يتعاونون معها في هذا المجال، بل إن قائد القوات المصرية في منطقة شمال سيناء الجنرال عبد الوهاب مبروك أكد مؤخراً أن قواته تسيطر على الأوضاع الأمنية في هذه المنطقة، ونفى أن تكون هناك أي عناصر "إرهابية" مختبئة فيها، وتجنب أي كلام على الأموال الإيرانية التي تتدفق على منطقته في الآونة الأخيرة، أو على ناشطي حزب الله الذين يسرحون ويمرحون فيها ويعملون في تعزيز البنى التحتية للخلايا "الإرهابية"، وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على أن المصريين لا ينوون أن يقدموا إلى إسرائيل أي مساعدة في مجال محاربة "الإرهاب".

·      ولا بد من أن نذكر أيضاً أن إقدام إسرائيل على تنفيذ عمليات ردع وقائية في قطاع غزة، على غرار العملية التي نفذتها ظهر أمس (الخميس)، ينطوي على ثمن باهظ بالنسبة إلى سكان المنطقة الجنوبية يتمثل في استئناف إطلاق الصواريخ على بلداتهم ومدنهم، تماماً كما حدث يوم أمس. وفي الوقت نفسه فإن هذه الخطوات لن تحول دون تنفيذ العمليات المسلحة التي يجري تلقي معلومات استخباراتية بشأنها، لكن إسرائيل لم تعد تملك أن تفعل شيئاً سوى هذا الردع المحدود.