من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· كان من المفترض أن تكون سنة 2009 مرعبة بالنسبة إلى [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو، وأن تكون سنة الحلم الأميركي والأمل العربي، في ضوء مدّ اليد [الأميركية] إلى العالم الإسلامي، والحوار مع إيران، وليّ عنق إسرائيل، ودفع حل "دولتين لشعبين" ومفاوضات السلام مع سورية إلى الأمام، غير أن الخطوات الأميركية المتسارعة سرعان ما أصبحت بطيئة. فعملية السلام لم تُستأنف، لا مع الفلسطينيين ولا مع سورية، والحوار مع إيران ستحل محله الآن عقوبات أميركية محدودة، ومنذ فترة طويلة لم يعد المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، يتجول عندنا.
· ويبدو أن الإنجاز الوحيد الذي نجح [الرئيس الأميركي] باراك أوباما في تحقيقه، فيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، هو ابتزاز تصريح من نتنياهو بأنه يؤيد حل "دولتين لشعبين"، ووقف موقت، محدود ومتحفظ للغاية، لأعمال البناء في المستوطنات. وبناء على ذلك، فإن ما بقي من الحلم الأميركي قبل عام، هو بقايا صغيرة غير لائقة لتضمينها في سيرة رئيس أميركي.
· ويمكن القول إن أوباما "انتصر" على نتنياهو لكن ليس على سياسته. في مقابل ذلك فإنه فشل في إقناع ولو حتى جزء من الدول العربية باتخاذ بضع خطوات تطبيع رمزية مع إسرائيل، فضلاً عن فشله في إقناع [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس بالعودة إلى مائدة المفاوضات.
· ولقد كان من المفترض أن يكون الانتصار الآخر لحلم أوباما في الساحة السورية، حيث كانت البداية واعدة، إذ إن زيارات كبار المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم ميتشل، إلى دمشق عكست تغييراً كبيراً مقارنة بسياسة [الرئيس الأميركي السابق] جورج بوش، علاوة على وجود حوار غير مباشر بين الجانبين [الإسرائيلي والسوري] بوساطة تركية وتأييد أميركي. غير أن الانسحاب من هضبة الجولان يبدو أنه غير وارد في جدول أعمال نتنياهو.
· صحيح أنه لم يمر عام كامل على تسلم أوباما مهمات منصبه في البيت الأبيض، غير أن قواعد اللعبة أصبحت محددة. إن التحايل على أوباما لم يعد، من الآن فصاعداً، عملية معقدة للغاية. فلقاء ثمن معقول، يمكن تخدير الولايات المتحدة، ويمكن لجميع الأطراف أن تبتاع لنفسها صراعاً أبدياً.