من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
"إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على وشك الاتفاق مع إدارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما على صيغة محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، التي ستستغرق عامين، والتي ستبحث في مطالبة الفلسطينيين بحدود تستند إلى خطوط سنة 1967 مع تبادل للأراضي وترتيبات أمنية مناسبة". هذا ما قاله عضو الكنيست السابق يوسي بيلين أمس خلال جلسة عقدتها قيادة حزب ميريتس. وسيقوم نتنياهو بزيارة إلى القاهرة غداً، ويبدو أنه سيعرض ما تم التوافق عليه على الرئيس المصري حسني مبارك.
وكان بيلين قد كشف نية نتنياهو إعلان تجميد البناء في المستوطنات قبل شهر ونصف، وبعد أسبوع من ذلك تحققت أقواله.
ففي جلسة مغلقة عقدتها قيادة ميريتس أمس قال بيلين إنه يتبين من معلومات حصل عليها من خلال محادثات أجراها مع جهات دولية وإسرائيلية أن نتنياهو ومبعوثه ]إلى واشنطن[ المحامي يتسحاق مولخو أنجزا في محادثاتهما مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل معظم العمل المتعلق بمرجعية المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. وشرح بيلين نقاط الاتفاق التي توصل إليها نتنياهو مع الإدارة الأميركية على النحو التالي:
* الجدول الزمني للمفاوضات - نتنياهو مستعد لقبول اقتراح الولايات المتحدة القاضي بتخصيص 24 شهراً للمحادثات، لكنه لا يريد إعلان أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية تلك الفترة.
* الحدود - وافق نتنياهو على الصيغة التي عرضتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والتي فحواها أن هدف المحادثات هو "إنهاء الصراع والتوصل إلى تسوية بين الموقف الفلسطيني الداعي إلى إقامة دولة مستقلة على أساس حدود سنة 1967، مع تبادل متفق عليه للأراضي، وبين الموقف الإسرائيلي الداعي إلى تمتع الدولة اليهودية بحدود آمنة ومعترف بها، مع أخذ التطورات على الأرض والمطالب الأمنية الإسرائيلية بالحسبان".
* القدس - وافق نتنياهو على أن تكون القدس أحد الموضوعات التي ستناقش في المفاوضات، لكنه لم يوافق على التعهد بأي شيء يتعدى ذلك قبل بدء المحادثات.
* اللاجئون - عرض نتنياهو على ميتشل موقفاً فحواه أنه ليس على استعداد لمناقشة مسألة اللاجئين إلا في إطار متعدد الأطراف.
* الاتفاقات السابقة - نتنياهو على استعداد للإعراب عن التزام إسرائيل جميع الاتفاقات التي تم توقيعها سابقاً، بما في ذلك اتفاقات أوسلو، وواي بلانتيشن، وخريطة الطريق وغيرها.
* مبادرة السلام العربية - نتنياهو ليس على استعداد لأن يعلن تبنيه مبادرة السلام العربية أو دعمها، ولكنه على استعداد للقول إن كلا الطرفين يأخذ بعين الاعتبار المبادرات الدولية التي تساهم في تقدم عملية السلام، كمبادرة السلام العربية.
ووفقاً لبيلين، فإن النقاط التي وافق نتنياهو عليها تشجع الأميركيين بشأن إمكان استئناف المفاوضات في وقت قريب. وأضاف بيلين أن الجهد الرئيسي الذي يبذله الأميركيون ينصب على إقناع الفلسطينيين بقبول هذه الصيغة، وهم يشعرون بأن [الرئيس الفلسطيني ] أبو مازن سيوافق عليها.
وليس من الواضح ما إذا كان نتنياهو أطلع رئيسة المعارضة تسيبي ليفني على نقاط الاتفاق التي توصل إليها مع الأميركيين عندما عرض عليها الانضمام إلى الحكومة. وتكهن بيلين بأن تكون هذه هي خلفية الدعوة التي وجهها نتنياهو إلى ليفني للمشاركة في الحكومة، وأضاف: "إن نتنياهو يقدّر أن اليمين قد يترك الائتلاف إذا وافق على شروط المفاوضات هذه. ويخشى أن تعمد ليفني إلى إسقاطه مع اليمين، ولذا فإنه يريد ضمها إلى الائتلاف".
ورداً على ما سبق أفاد ديوان نتنياهو أن الاتصالات مع الولايات المتحدة لا تزال مستمرة ولم يتم الاتفاق على أي شيء، وأن أي ادعاء آخر لا يستند إلى أساس. في المقابل، قال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية إن "الأمور تتحرك في هذا الاتجاه، لكن هناك عدداً من المواضيع لم يتم الاتفاق عليها بعد".