· مرّ عام على عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية في غزة. وقد عاد الهدوء والازدهار الاقتصادي إلى المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع. ويبدو أن النجاح في ردع حركة "حماس" غير عائد إلى تغيير وجهة نظر قادة ومرشدي الإسلام بشأن حل النزاع في الشرق الأوسط، وإنما إلى حقيقة أن الحركة بحاجة إلى فترة زمنية كي تعزّز سلطتها، وترمم البيوت المدمرة، وتعاظم قوتها العسكرية، وتنفذ "صفقة شاليط" [صفقة تبادل الأسرى]. وعندما يشعر قادة "حماس" أنهم أنجزوا مهماتهم هذه فسيعودون إلى مهاجمة إسرائيل بالصواريخ.
· بناء على ذلك، لا يمكن التشكيك في حقيقة أنه لولا العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، لكانت "حماس" مستمرة في إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
· من ناحية أخرى، فإنه على الرغم من تصاعد حملة النقد الدولية لإسرائيل إلا إن علاقاتنا الاقتصادية ـ التجارية لم تتعرض للمسّ. كما أن الدول التي تقود العالم ـ الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والصين والهند وكندا والبرازيل ـ لم تغير تعاملها معنا، ولم تعوّض "حماس" جراء معاناة سكان قطاع غزة. فضلاً عن ذلك، فإن مصر عززت علاقاتها معنا، والسعودية أصبحت تهاجم "حماس"، والفلسطينيين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] لم يعلنوا انتفاضة ثالثة.
ولا شك في أن العالم سينسى، بمرور الوقت، المشاهد القاسية التي رآها في غزة، وذلك لأن مشاهد أقسى في أماكن أخرى ستحل محلها. إن النتيجة المطلوب استخلاصها من هذا كله هي أنه لا يجوز للحكومة الإسرائيلية العودة إلى سياسة امتصاص الهجمات الصاروخية عليها، من أجل تجميع نقاط لمصلحتها لدى الرأي العام الدولي، ولا بُد من صيانة "الردع". أمّا ردة الفعل غير المتكافئة فيجب تنفيذها بسرعة، حتى في حال عدم الانتهاء من إنتاج منظومات إسقاط الصواريخ.