من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لا شك في أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (شاباك) قد مُنيا بالفشل في كل ما يتعلق بقضية غلعاد شاليط. وتمثّل فشل الجيش الإسرائيلي في عدم منع عملية اختطاف الجندي، في حين تمثّل فشل جهاز الأمن العام في عدم تذليل الصعوبات أمام الحصول على معلومات استخبارية دقيقة، خلال الفترة الجارية منذ عملية الاختطاف. مع هذا فإن آراء قادة الجيش وجهاز الأمن العام في شأن "صفقة شاليط" تنم، في الوقت الحالي، عن مواقف مهنية خالصة، ولذا لا يجوز مهاجمتها.
· من ناحية أخرى، يبدو أن حركة "حماس" ليست في عجلة من أمرها لتبادل الأسرى، ولذا فإنها لن تخضع لإنذار الوسيط الألماني الذي حدد عشية عيد الميلاد [أي يوم 24 كانون الأول/ ديسمبر] موعداً نهائياً لإنجازها. ولا شك في أن قادة "حماس" يفكرون بمعايير زمنية مختلفة أكثر طولاً ومرونة من الظروف الضاغطة التي تعمل الحكومة الإسرائيلية تحت وطأتها.
· إن الانطباع السائد في القدس، بعد جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة [مع "حماس"]، هو أن هذه المفاوضات لن تنفجر قريباً، فلدى الجانبين مصلحة في بلورة صفقة، لكن يبدو أن عملية بلورتها ستستغرق وقتاً طويلاً.
· ولا تزال الفجوة بين الجانبين كبيرة للغاية. ففي آذار/ مارس الفائت (خلال آخر جولة مفاوضات في أثناء ولاية رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت) وافقت إسرائيل على إطلاق 325 أسيراً فلسطينياً من مجموع 450 أسيراً من "ذوي العيار الثقيل" طلبت "حماس" الإفراج عنهم. ومؤخراً نقلت هذه الحركة قائمة جديدة تضم 170 اسماً، بينهم أسرى رفضت إسرائيل الإفراج عنهم سابقاً، وقد وافقت إسرائيل، هذا الأسبوع، على إطلاق 125 أسيراً منهم. وهناك تقديرات تفيد أن الذين رفضت إسرائيل إطلاقهم هم كبار الأسرى، وأسرى من عرب إسرائيل ومن القدس الشرقية.
· وتتطرق المفاوضات الآن إلى عدد الأسرى الكبار الذين سيتم إبعادهم إلى الخارج. ويبدو، في حال موافقة إسرائيل على إطلاق المزيد من هؤلاء الأسرى، أن عدد الذين ستطالب بإبعادهم إلى الخارج سيرتفع.
· وقد بدا يوم أمس كما لو أن كبار المسؤولين في "حماس" غير متحمسين لاستكمال صفقة التبادل قريباً. وعلى ما يبدو، فإن قادة الحركة في دمشق يأخذون في الاعتبار أن هناك نواقص كامنة في الصفقة، في مقدمها صعوبة الحفاظ على صورة المقاومة بعد زوال الشعور بإنجازاتها، بسبب وقف إطلاق النار المستمر مع إسرائيل في غزة. لكن من الجائز أن يكون عدم الحماسة هذه وسيلة للضغط على إسرائيل كي تقدّم المزيد من التنازلات، وفي مقدمها خفض عدد الأسرى الذين تطالب بإبعادهم إلى الخارج.