إسرائيل تطالب بإبعاد ما يزيد على 100 أسير في إطار صفقة شاليط
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

تتضمن التحفظات التي وضعتها إسرائيل على تنفيذ صفقة شاليط مطالبة بإبعاد ما يتراوح بين 100 و130 "مخرباً" تلطخت أياديهم بالدماء [الإسرائيلية] إلى قطاع غزة أو دول عربية أو أوروبا. وأكدت مصادر رفيعة المستوى لها صلة بالمفاوضات في القدس أن "هناك محاولة حقيقية لتضييق الفجوات"، وأن التحفظات ليست محاولة للتهرب من الصفقة وإلقاء التهمة على "حماس". واضافت المصادر: "إننا نبحث عن مخرج يمكّن من تنفيذ الصفقة". في موازاة ذلك، صرح أسامة حمدان، وهو أحد قادة "حماس" في الخارج، أن منظمته ستطلب الإفراج عن جميع الأسرى الذين تشملهم الصفقة وإعادتهم إلى منازلهم وعائلاتهم.

وتنتظر القدس الآن رد "حماس" على اقتراح الوسيط الألماني وعلى التحفظات التي وضعتها إسرائيل على الاقتراح. وقدّرت المصادر الإسرائيلية المطلعة أن إتمام الصفقة ليس وشيكاً، وأن الأمر "قد يستغرق أياماً أخرى، أو حتى بضعة أسابيع".

وعقب جلسة طاقم الوزراء السبعة التي انتهت في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين الفائت، تسلم الوسيط الألماني من رئيس الفريق الإسرائيلي المفاوض حغاي هداس التحفظات الإسرائيلية على اقتراحه. وسينقل الوسيط الرسالة الإسرائيلية إلى قادة "حماس"، ومن المتوقع أن يسلمه هؤلاء ردهم. وتذهب التقديرات في القدس إلى أن "حماس" سترد بتحفظات من جانبها.

وعلى الرغم من التغطية الإعلامية الواسعة، ومن الحملة العامة التي قامت بها عائلة شاليط، يبدو أن تصوير المفاوضات على أنها باتت قريبة من الحسم كان سابقاً لأوانه، وحتى مبالغاً فيه. وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى: "لا يزال من غير المؤكد أن 'حماس' ستوافق على اقتراح الوسيط الألماني. العملية لم تنته بعد، وليس من المؤكد أنها ستنتهي خلال الأيام القليلة المقبلة".

وأمس التقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عائلات ممن فقدت أبناءها في العمليات الإرهابية، وقال لها: "ليس هناك صفقة حتى الآن، ولا أعلم هل ستكون هناك صفقة لإطلاق غلعاد شاليط أم لا".

ولا تزال الخلافات في الرأي بين طاقم الوزراء السبعة في شأن الصفقة مستمرة، على الرغم من موافقتهم على تقديم التحفظات لحركة "حماس".

وأمس تطرق وزير الدفاع إيهود باراك إلى الصفقة خلال لقائه طلبة مدرسة ريشون ليتسيون الثانوية، وقال: "إن الحكومة وقادة المؤسسة الأمنية عاكفون، بصورة مكثفة، على بلورة الطريقة الصحيحة لتحقيق تقدم في قضية شاليط. وأنا ورئيس هيئة الأركان العامة نرى أن من واجبنا الخلقي والمهني أن نقوم بكل خطوة ممكنة وملائمة لإعادة شاليط إلى البيت. ليس بأي ثمن، لكننا سنقوم بأي خطوة ممكنة وملائمة في هذا الصدد".

وأضاف: "منذ 20 عاماً ونحن نسير في منحدر زلق من الصفقات التي بدأت بصفقة جبريل مروراً بصفقة تاننباوم وصفقة إعادة جثمانَي غولدفاسر وريغيف. ليس أمامنا خيار إلا وضع حد لهذه الحال. على إسرائيل أن تصل إلى مكان تحدد فيه مبادئ وإجراءات وقواعد تغيّر الواقع الحالي من الأساس. إنني على قناعة بأن الأمر الصواب الذي يجب القيام به الآن هو العمل أولاً على إنهاء المفاوضات المتعلقة بشاليط، ثم دراسة الخطوات اللازمة لتغيير طريقة تعامل إسرائيل مع حوادث الخطف".