من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· حصلت سورية على ثناء كبير من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يادلين حين قال:"سورية دولة علمانية، وهي، على عكس إيران وحزب الله، لا تستبعد إمكان التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل". وهو يقصد القول إن سورية، نظراً لأنها دولة علمانية فلا يمكن أن تكون علاقتها النفسية عميقة بإيران الدولة الدينية الشيعية. وهذا أمر يشتمل على القليل من عدم الدقة. فإيران الشيعية والمتطرفة لا تعارض بتاتاً الحوار السوري ـ الإسرائيلي، بشرط استعادة سورية هضبة الجولان. وإيران الشيعية هي التي تقيم علاقات سلام شاملة و تدير أموالاً كبيرة مع دولة سنية مثل باكستان، ومع دولة هندوسية مثل الهند، ومع دول مسيحية مثل ألمانيا وفرنسا. وحتى قبل عامين كان لها قصة ناجحة مع مصر التي وقعت اتفاقاً للسلام مع إسرائيل.
· إن إيران دولة عقلانية، أي تعمل وفق المصالح التي تنسجم مع سياستها، وهذا ينطبق أيضاً على سعيها للحصول على السلاح النووي. ولقد تحول السلاح النووي الإيراني الى كابوس خطر ليس بسبب تطوير القدرة النووية ونوعيتها، وإنما بسبب طبيعة النظام وتصريحاته الحربية. ولقد كانت إيران مركزاً لمحور الشر حتى قبل أن يُشغل العالم بقدرتها النووية. فالثورة الإسلامية التي هزت العالم، وأسرت الرهائن الأميركيين، وعملت على تأسيس منظمات مثل حزب الله و"حماس"، هي التي بنت صورتها الخطرة تلك. وكانت النتيجة أن أي تطوير تكنولوجي إيراني، أكان صاروخاً حديثاً، أم سيارة متطورة، يثير الخوف فوراً. ومن هنا كان الرد التلقائي في الغرب، خاصة في إسرائيل: إما القصف أو المحرقة. ومن هنا أيضاً ثار الجدل العام: هل نستطيع أن نقصف؟ وأين نقصف؟ هل تستطيع إسرائيل وحدها أن تقصف؟ وما هي انعاكاسات ذلك على علاقاتها بالولايات المتحدة؟
· إن الجهد الذي بذل حتى الآن لوقف القدرة النووية الإيرانية أو عرقلتها بواسطة التهديدات أو العقوبات أو الإغراءات الإقتصادية لم ينجح. فإيران ليست مستعدة للقبول بمبدأ منعها من تطوير قدرة نووية بينما يُسمح لباكستان وللهند وحتى لإسرائيل بذلك. وحتى الآن لم يبدأ المسعى لتغيير الدوافع الإيرانية. ففرض عقوبات كبيرة على استيراد البنزين إلى إيران من شأنه تهدئة متعقبي القنبلة لوقت معين، ولكن هؤلاء لن يساهموا في إحداث التغيير في إيران، ولكنهم ربما يساهمون في توطيد التضامن بين المعارضة والنظام. لو كانت إيران دولة عقلانية، فإن الحوار الأميركي معها، وليس في الموضوع النووي وحده، سيكون هو المحرك الصحيح. فالإعتراف بها كقوة عظمى إقليمية وليس فقط "كخطر شيعي نووي" من شأنه أن يؤدي إلى تغيير سياستها. ولكن كل من يعتقد أن إيران دولة مجنونة ، فعليه منذ الآن أن يقصفها وينهي الموضوع.