ما هي نقطة نهاية العملية العسكرية في غزة بالنسبة إلى كل من أولمرت وليفني وباراك
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       لعل السؤال الأهم الآن هو: ما الذي يرغب فيه كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ووزير الدفاع إيهود باراك؟ وما هي النقطة التي سيعتبر كل منهم أنها بمثابة نهاية العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة؟

·       إن أكثر ما يخشاه أولمرت هو أن يعرض قادة "حماس" هزيمتهم كما لو أنها انتصار. وفي حال انسحاب الجيش الإسرائيلي، بصورة أحادية الجانب، فسيقول هؤلاء القادة أنهم تسببوا بطرده. لذا فإن إسرائيل لا تضيع الوقت، وتعمل بصورة مكثفة مع المصريين. ويهدف أولمرت إلى التوصل إلى تفاهمات مع المصريين، وأيضاً مع "حماس"، وذلك بصورة غير مباشرة. وهو يؤكد أنه "لا يجوز أن نعود إلى الأوضاع نفسها بعد أربعة أشهر". ولقد اراد أولمرت أن يهدد "حماس" بالمرحلة الثالثة من العملية العسكرية، لكنه لم يكن متمسكاً بضرورة القيام بها.

·       يعتقد أولمرت أن في الإمكان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إمّا في نهاية الأسبوع الحالي، وإمّا في بداية الأسبوع المقبل، وأن ذلك مرهون بمصر وبوطأة الضغط العسكري على "حماس". وبحسب رأي أولمرت فإن الدعوة إلى وقف إطلاق النار، التي صدرت هذا الأسبوع عن باراك، شكلت خطراً على إمكان نجاح العملية العسكرية.

·       أخيراً يعتقد أولمرت أنه في حال استمرار العملية العسكرية إلى ما بعد يوم أداء الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوبـامـا، اليمين الدستورية [في 20 كانون الثاني/ يناير الحالي]، فلن تحدث مصيبة كبيرة، بل إن من شأن ذلك أن يمنحه فرصة التدخل من أجل إنهائها، وبذا يرفع أسهمه الدولية.

·       أمّا إيهود باراك فإنه يخشى نشوة الانتصار. وهو يعتقد أن كل مرحلة من العملية العسكرية تفتح نافذة فرص لـِ 48 ساعة، وأنه كان من الأفضل لإسرائيل أن تسعى لوقف إطلاق النار في بداية الأسبوع الحالي. لكن على الرغم من ذلك فإن نافذة الفرص لا تزال مفتوحة.  كما أنه يؤكد أن عملية "الرصاص المسبوك" ليست حرباً وإنما عملية عسكرية، على غرار عملية "عناقيد الغضب" في لبنان سنة 1996. وقد تم تحقيق بضعة إنجازات حتى الآن، إذ إن العملية عززت قوة الردع الإسرائيلية، وأثبتت تفوق الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً تفوقه الجوي، وأدت إلى معالجة قضية الأنفاق، وإلى تقطيع أوصال القطاع.  وقد تعلم باراك من حرب لبنان الثانية أن القضية الحاسمة هي الردع، ولديه قناعة كبيرة بأن المصريين سيحسنون أداءهم في مجال محاربة عمليات تهريب الأسلحة إلى القطاع.

·       تؤمن ليفني، من ناحيتها، بأنه كلما كان انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة سريعاً، كان ذلك أفضل لإسرائيل. وهي لا تتحدث عن إنهاء العملية العسكرية، وإنما عن حصرها في هجمات سلاح الجو الإسرائيلي. وكانت ليفني تنوي أن تسافر إلى واشنطن، أمس الخميس، من أجل أن توقّع، اليوم، مذكرة تفاهم تغلف نتائج العملية العسكرية الإسرائيلية بالعلم الأميركي، غير أن أولمرت منعها من السفر. ولا شك في أن توقيع مذكرة كهذه كان سيمنح ليفني صورة انتصار، وخصوصاً أن ذلك ينسجم مع موقفها الأساسي، وفحواه عدم التوصل إلى أي تفاهمات مع "حماس"، وإنما مع مصر ومع الأميركيين والأوروبيين، لأن من شأن ذلك فقط أن يتيح إمكان كبح عمليات تهريب الأسلحة إلى غزة في المستقبل.