يجب عدم الإفراج عن مروان البرغوثي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • سمعنا في الآونة الأخيرة دعوات إلى الافراج عن مروان البرغوثي صدرت عن شخصيات سياسية إسرائيلية، منهم بنيامين بن إليعيزر وأفرايم سنيه الذي زاره في زنزانته، واليوم يظهر عمير بيرتس الذي بنى أيديولوجية كاملة بشأن ضرورة إطلاق سراح أسير "فتح" المحكوم بخمسة أحكام بالسجن المؤبد.
  • ويقوم المطالبون بالإفراج عن البرغوثي بتصويره على أنه نيلسون مانديلا الفلسطيني، وهم يفترضون أن إطلاق سراحه سيفضي إلى انتخابه زعيماً لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيساً للسلطة الفلسطينية، الأمر الذي سيُسهل على دولة اسرائيل التوصل إلى اتفاق سلام مع الجيران الفلسطينيين. وقد اعتاد معارضو إطلاق سراح البرغوثي قبل انتهاء مدة حكمه على تعليل موقفهم بحاجة دولة القانون إلى إبقاء المجرمين والقتلة في السجن، والتشكيك في قدرة "المُفرج عنه قبل انتهاء مدة الحكم " على قيادة الجمهور المعادي لنا في مسار سلام.
  • وفي الحقيقة، ليس التفكير في أن على البرغوثي أن يكمل مدة سجنه هو الذي يجب أن يقض مضاجعنا، فقد سبق أن أفرجنا عن مجرمين وقتلة أقبح منه. وعلى الرغم من الأحكام الصادرة في حق البرغوثي والتي تتهمه بالمسؤولية عن جرائم لو حدثت في دول أخرى لكان حُكم عليه بالإعدام،  إلاّ إن جرائمه لا تقارن بالجرائم المتهم بها عدد من أنصار حركة "حماس" الذين أُفرج عنهم في صفقة شاليط.
  • لكن علينا هنا أن نشير إلى حقيقة قائمة في المناطق تعتبر كل من يُفرج عنه بمبادرة من الإدارة الإسرائيلية وبمباركة منها، وليس من خلال صفقة تبادل قسرية، هو بمثابة عميل ومتعاون، مثلما حدث لعدد من القادة الفلسطينيين في الثمانينيات. لذا، فإن إن المطالبين بإطلاق سراح البرغوثي لن يحصلوا على شريك أصيل ومحاور في المفاوضات.
  • يجب عدم إطلاق سراح مروان البرغوثي لأنه ليس رجل سلام، إذ إن روح السلام تخفق في قلب زعيم "التنظيم" فقط عندما يكون وراء قضبان الأسر، لكن عندما سيسير في الشارع الفلسطيني على رأس عصاباته فهو سيتحول إلى أكبر محرض على المواجهة. وإذا كان هناك زعيم فلسطيني يستطيع أن يشعل انتفاضة جديدة فهو البرغوثي.
  • ومن المفيد أن نذكر أنه خلال اتفاقات أوسلو في الفترة 1995 – 1998، اختار البرغوثي الخروج عن منظمة التحرير الفلسطينية التي تبنت ظاهرياً طريق التسوية (الموقته)، وأنشأ عصابات مسلحة وقفت ضد مسيرة السلام وشوشت عليها بكل الطرق. وما زلت أذكر عندما أجرينا لقاءات مع مجموعة "جناح السلام في السلطة الفلسطينية"، أمثال جبريل الرجوب وتوفيق الطيراوي واسماعيل جابر، كان البرغوثي يسير في شوارع رام الله محرضاً على مهاجمة جنود الجيش الاسرائيلي، وعلى إطلاق النار على المستوطنات، لا بل ذهب إلى حد  تهديد زملائه الذين التقوا مع إسرائيليين بأن "نهايتهم وشيكة".
  • اعتاد الفلسطينيون الذين تفاوضنا معهم بشأن كيفية تطبيق اتفاقات أوسلو على القول إن البرغوثي "أسوأ من أحمد ياسين وخالد مشعل معاً." لذا، فالبرغوتي ليس نيلسون مانديلا، فهل يعلم بن إليعيزر وسنيه وبيرتس بذلك؟