خطاب أوباما في أوسلو أكد دور الولايات المتحدة كشرطي العالم
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      لا شك في أن الخطاب الذي ألقاه رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، لدى تسلم جائزة نوبل للسلام في أوسلو، الأسبوع الفائت، هو خطاب أيديولوجي ـ فلسفي عميق، يبين أسس سياسته الخارجية والأمنية. ويمكن القول إن "عقيدة أوباما"، التي كشف الخطاب عنها، تضع الولايات المتحدة، مرة أخرى، في موقع شرطي العالم، الذي يحرص على الدفاع عن أميركا وعن الديمقراطية.

·      لقد خاطب أوباما الأوروبيين قائلاً "حذار من الوقوع في الخطأ، فإن أي حركة غير عنيفة ما كان في إمكانها أن توقف زحف جيوش هتلر، كما أن أي مفاوضات لا يمكنها إقناع زعماء القاعدة بإلقاء سلاحهم جانباً. إن الحقائق أصبحت واضحة، وهي أن الولايات المتحدة دافعت، بدماء أبنائها وبقوة جيشها، عن العالم أجمع، على مدار أكثر من 60 عاماً".

·      وأضاف أوباما "إننا ملزمون بالتفكير مجدداً في مصطلحَي الحرب العادلة والسلام العادل. ومن الواضح أنني أملك الحق المطلق في القيام بعمليات عسكرية أحادية الجانب عندما يكون الدفاع عن بلدي ضرورياً. غير أن استعمال القوة (العسكرية) يمكن أن يكون عادلاً أيضاً في نظري، من أجل تحقيق أهداف إنسانية. ووفقاً لوجهة نظري، فإن السلام لن يسود في أي دولة تسلب مواطنيها الحق في التعبير عن رأيهم من دون خوف، والحق في التظاهر الحرّ، وفي انتخاب زعمائهم بصورة حرة".

·      وفي واقع الأمر، فإن ميدان الجدل العام في أميركا حافل، منذ "خطاب أوسلو"،                  بردات الفعل على مواقف أوباما. فاليسار الراديكالي يتهم الرئيس الأميركي بتبني "عقيدة بوش" ("إعلان حرب صليبية على محور الشر")، أمّا أنصار أوباما فيؤكدون أن الرؤساء الأميركيين الديمقراطيين، من ترومان حتى كينيدي، ومن كارتر حتى كلينتون، عملوا في الساحة الدولية وفقاً للمبادئ التي طُرحت في هذا الخطاب.

ويبدو أنه كلما مرّ الوقت على ولاية أوباما، أصبح من الصعب، أكثر فأكثر، وضع الرئيس الأميركي الحالي في قالب معين، وهنا تكمن عظمته.