المؤسسة الأمنية تخشى وقوع أعمال انتقام فلسطينية عقب إضرام النار في مسجد ياسوف
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

سيقوم جهاز الأمن العام (الشاباك) بالتحقيق في الحريق الذي وقع في مسجد قرية ياسوف بالضفة الغربية، وذلك في إطار زيادة انخراط الجهاز في معالجة حوادث ما يسمى "جباية الثمن" التي يقوم بها المستوطنون ضد الفلسطينيين. ولم يؤد التحقيق الذي أجري حتى الآن إلى طرف خيط يقود إلى المرتكبين، أو إلى أي دليل آخر، باستثناء شعار كُتب على أحد جدران المسجد يقول إن الحريق تم في إطار أعمال "جباية الثمن". وتذهب تقديرات المحققين الأولية إلى أن المسؤولين عن الحريق هم ناشطون يمينيون متطرفون ينتمون إلى إحدى المستوطنات أو البؤر الاستيطانية بالقرب من مدينة نابلس.

ويخشى المسؤولون في المؤسسة الأمنية وقوع أعمال انتقام من جانب الفلسطينيين بسب التعرض لمشاعرهم الدينية. فقد أدت أعمال عنف مماثلة وقعت في السابق إلى محاولات تنفيذ عمليات مسلحة يصفها الشاباك بأنها "عفوية"، أي أنها لا تحتاج إلى تخطيط كبير ولا يقف وراءها منظمة "إرهابية" محددة. وعلى خلفية هذه التقديرات، وقع أمس حادث طعن بالسكين في غوش عتسيون أصيبت جرّاءه فتاة في سن العشرين بجروح خفيفة إلى متوسطة، وتمكن "المخرب" من الفرار.

وخلال الأشهر القليلة الفائتة، لوحظ تدخل متزايد من جانب الشاباك في معالجة أعمال "جباية الثمن" التي يهاجم فيها المستوطنون ممتلكات فلسطينية أو فلسطينيين، رداً على قرارات تتخذها الحكومة وتفسر على أنها موجهة ضدهم.

ويخشى المسؤولون في الجيش الإسرائيلي وقوع مزيد من محاولات المستوطنين القيام باستفزازات لإشعال الاضطرابات في المنطقة، ولعرقلة تطبيق أوامر تجميد البناء في المستوطنات.

وكان قد تم إضرام النار في مسجد حسن خضر الكائن في قلب قرية ياسوف المجاورة لمدينة نابلس فجر الجمعة الفائت، كما كُتبت شعارات باللغة العبرية على جدران المسجد مثل "سنحرقكم جميعاً" و "استعدوا لجباية الثمن"، وأُتلفت مصاحف وسجادات كانت موجودة فيه. ويبدو أن ذلك تم في إطار أعمال "جباية الثمن" التي يقوم بها المستوطنون بسبب تجميد البناء في المستوطنات.

وقال رئيس مجلس ياسوف القروي عبد الرحيم صالح إن الفاعلين أحرقوا الطبقة الثانية من المسجد بعد أن ألحقوا أضراراً بمدخله الرئيسي وأحرقوا بوابته، وإن النار أتت على مكتبة المسجد الملآى بالمصاحف.