· يمكن القول إن حملات الاحتجاج الشعبية المعروفة باسم "حفلات الشاي"، والتي تشهدها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، هي تعبير عن تأكل الاعتراف بشرعية الإدارة الأميركية الحالية وشرعية الرئيس باراك أوباما.
· ومن المعروف أن هذه الحملات تضم، أساساً، أفراد الطبقة الوسطى الأميركية البيضاء، الذين يتبنون وجهات نظر محافظة، تعارض النية المعلنة لإدارة أوباما بشأن زيادة تدخل الدولة في اقتصاد السوق الحرة، وبشأن تخصيص ميزانيات عامة يتم تحصيلها بواسطة فرض ضرائب جديدة، من أجل توسيع نطاق الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، على غرار إصلاح نظام الضمان الصحي. من ناحية أخرى، فإن هذه الحملات تنطوي على معارضة التدخل العسكري الأميركي في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في أفغانستان والعراق، وهي معارضة ذات جذور تاريخية ضاربة في عمق التاريخ السياسي الأميركي.
· إن السؤال المطروح هو: إلى أي مدى يتعين علينا، هنا في إسرائيل، الاهتمام بصعود نفوذ حركة الاحتجاج الجديدة هذه، والتي نجحت حتى الآن في تجنيد مئات آلاف المؤيدين لها، وبدأت تؤثر في أجزاء آخذة في الاتساع من أصحاب القرار الأميركي؟
· لا شك في أن تعاظم قوة هذه الحركة يمكن أن يؤثر في اتجاه رفع يد الإدارة الأميركية عن معالجة النزاع الشرق الأوسطي والنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. ومع ذلك، فإن على الإسرائيليين، الذين سيثير مثل هذا الأمر سرورهم، عدم تناسي أن المطلب الشعبي الآخذ في الاتساع، والداعي إلى تقليص تدخل الولايات المتحدة في الشؤون السياسية الخارجية، يمكن أن يجرّ مطلباً آخر هو تقليص حجم الدعم الأميركي لإسرائيل.