ناقش مجلس الأمن مساء اليوم (الأربعاء) تمديد انتداب قوة اليونيفيل في جنوب لبنان. ومع أن للنقاش طابعاً فنياً أساساً، إلا إن مندوب إسرائيل استغل الفرصة للإشارة إلى أن القرار 1701 الذي وضع نهاية لحرب لبنان الثانية لا يطبّق. فقد قال نائب رئيس البعثة الإسرائيلية إلى الأمم المتحدة داني كرمون إنه "مر عامان على صدور القرار 1701، وإسرائيل قلقة من أن حزب الله لم يجرد من سلاحه، ومن أن البيان الوزاري الجديد للحكومة اللبنانية يمنحه وضعاً شرعياً خطراً. إن لبنان يدعم نشاط حزب الله. ونحن نتوقع، الآن تحديداً، أن تعمل اليونيفيل بهمة أكبر وتعزز أنشطتها لتطبيق الانتداب".
وفي مقابل الخلاف القائم بشأن كل ما يحدث جنوبي نهر الليطاني، فإن الأمم المتحدة وإسرائيل لا تختلفان في أن الحدود السورية ـ اللبنانية مخترقة تماماً أمام نقل الأسلحة. إن انتداب اليونيفيل لا يشمل تلك الحدود، والمسؤولية عن تطبيق حظر السلاح فيها تقع، بحسب القرار، على عاتق الحكومة اللبنانية.
وقد سُلِّم إلى المندوبين الإسرائيليين اليوم، رسمياً، التقرير السنوي لفريق تقويم حظر الأسلحة على الحدود اللبنانية [فريق اللجنة المستقلة لتقويم عملية مراقبة الحدود السورية ـ اللبنانية] “LIBAT”، وهو شبيه بالتقرير الذي قدم في العام الفائت، والذي يؤكـد أن الحدود السورية ـ اللبنانية مخترقة، وأن الحكومة اللبنانية لا تفرض الحظر. كما يؤكد التقرير أن الأوضاع السياسية في لبنان تشكل حجة للحكومة اللبنانية كي تمتنع من القيام بنشاط في هذا المجال.
[ونقلت "يديعوت أحرونوت" انتقادات وجهها الرئيس اللبناني ميشال سليمان لإسرائيل لإطلاقها التهديدات ضد لبنان وانتهاكها للقرار 1701].
وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت في خبر أوردته قبل يومين (26/8/2008) أن التقرير الجديد الذي قدمه الفريق المشار إليه أعلاه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يؤكد أن الحدود الشرقية بين لبنان وسورية مخترقة تماماً أمام عمليات التهريب، وأن التقرير يوجه انتقاداً حاداً إلى سورية ولبنان ويشدد على أنه لم يحدث أي تحسن في موضوع مراقبة الحدود خلال العام الفائت، على الرغم من تعهد الطرفين بمعالجة الموضوع.
وتدعي إسرائيل أن سورية وإيران تنقلان أسلحة كثيرة إلى حزب الله عبر الحدود البرية بين سورية ولبنان. كما تعتقد أن الحزب نجح، عن طريق عمليات التهريب هذه، في ترميم قوته العسكرية منذ حرب لبنان، وخصوصاً ترسانته من الصواريخ والقذائف.
علاوة على ذلك، نجح حزب الله خلال الأشهر القليلة الفائتة في إكمال بناء شبكة بنى تحتية تحت الأرض في القرى الشيعية بجنوب لبنان. ويوجد في كل قرية شيعية في تلك المنطقة مبنى واحد على الأقل تحت الأرض يستخدم لتخزين الأسلحة وإيواء مقاتلين لفترة طويلة. وفي حال نشوب مواجهة عسكرية مع إسرائيل، سيستخدم مقاتلو حزب الله الأبنية لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وأيضاً كقاعدة لنصب كمائن لجنود الجيش الإسرائيلي الذين سيعملون داخل القرى.
إسرائيل ولبنان: هناك انتهاكات للقرار 1701
تاريخ المقال
المصدر