من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن قرار تجميد أعمال البناء في المستوطنات، الذي سبق أن وصفناه بأنه مناورة تكتيكية ذكية، أدى إلى تمرد بأسرع مما كنا نعتقد. ويبدو أن الذين لا يصدقون وعود رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، فيما يتعلق باستئناف أعمال البناء بعد مرور عشرة أشهر، ليسوا هم المستوطنين فحسب، بل أيضاً أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية [الذي اتخذ قرار التجميد].
· فها هو ذا الوزير موشيه يعلون يؤكد أنه عندما أيد قرار التجميد، فإنه لم يتوقع أن يتم تنفيذه. وأضاف أن أقصى ما رغب المجلس الوزاري المصغر فيه هو رمي عظمة إلى الإدارة الأميركية، المتعطشة إلى تحقيق إنجاز معين.
· من ناحية أخرى، فإن قرار التجميد لم يكن كافياً بالنسبة إلى الفلسطينيين، ولذا، فإنهم لم يهبوا لنجدة نتنياهو.
· ويؤكد المستوطنون في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أنهم لن ينفذوا القرار، واصفين خطوات الحكومة بأنها أشبه بـ "الكتاب الأبيض". كما طالب عدد من ناشطي الليكود عقد اجتماع لمركز الحزب من أجل معارضة القرار.
· من المعروف أن الوزير بنيامين بيغن ووزراء كثيرين غيره يعتقدون أنه لا يوجد شريك فلسطيني للمفاوضات. ولذا، فإن هؤلاء أيدوا خطوة نتنياهو هذه لاعتقادهم أنها خطوة وهمية. وعلى الرغم من ذلك، فإن حملات الاحتجاج في المستوطنات، في الوقت الحالي، تبدو أشبه ببداية تسونامي يوشك أن يغرق البلد برمته.
· غير أنني ما زلت أفترض أن نتنياهو عندما قرر تجميد أعمال البناء في المستوطنات، كان لديه تقدير بأن المستوطنين سيفهمون أن القصد من هذه الخطوة إثبات أن الفلسطينيين غير راغبين في التوصل إلى تسوية مع إسرائيل. لكن يبدو أن المستوطنين ليسوا مستعدين، من ناحيتهم، للاشتراك في لعبة خطرة كهذه، ولذا فإنهم غير راغبين في الانتظار عشرة أشهر كي يتأكدوا ما إذا كان تصريح نتنياهو بأن "المستوطنين هم إخوتي وأخواتي" هو تصريح ذو رصيد حقيقي.