من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لا شك في أن قيام وزراء جادين ومتطرفين، مثل الوزير بـِني بيغن، بتأييد قرار تجميد البناء في المستوطنات [في المناطق المحتلة]، لا يعني انتقالهم إلى صفوف حركة "السلام الآن" [المناهضة للاحتلال والاستيطان]، وإنما قد يعني أن القرار سيبقى حبراً على ورق.
· ولعل هذا هو السبب الذي جعل كبار المحللين السياسيين في إسرائيل لا يغيّرون الأوصاف التي ينعتون بها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، منذ ولايته الأولى في رئاسة الحكومة [خلال السنوات 1996 - 1999].
· وتجدر الإشارة هنا إلى أن أحد الأسباب وراء التقدير الذي كان العاهل الأردني، الملك حسين، يكنّه لرئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، يتسحاق رابين، كامن في التزام هذا الأخير ما يقوله. وفي كتاب حديث صدر في إسرائيل عن سيرة حياة الملك حسين من تأليف [المؤرخ] آفي شلايم، يصف الكاتب كيف شاهد الملك بقلب مفطور نتنياهو في إبان ولايته الأولى، وهو يهدم الحجارة الأساسية لعملية السلام، ويقلص التوقعات الفلسطينية ويضعف السلطة الفلسطينية، ويرجىء مراحل الانسحاب الإسرائيلي التي أقرّت في اتفاق أوسلو، فضلاً عن إصداره أوامر ببناء 2000 وحدة سكنية جديدة في غور الأردن، وبذا، نجح، في غضون فترة قصيرة "في إحراج حلفاء إسرائيل في العالم أجمع".
· ومع ذلك، دعونا نفترض أنه مرّت عشرة أشهر وتم خلالها تجميد البناء في المستوطنات، فماذا سيحدث بعد ذلك؟ في حديث خاطف أجريته مع إفرايم هليفي، الذي كان رئيساً للموساد، وجّه نقداً حاداً إلى الإدارة الأميركية، قائلاً إن هذه الإدارة التي تطلب من نتنياهو مبادرات حسن نية من أجل تعزيز قوة [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس، لا تستوعب أن عباس غير مؤهل لأن يكون شريكاً لمفاوضات السلام. وأضاف أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بحاجة الآن لا إلى شريك فحسب، بل أيضاً إلى زعيم يكون مقبولاً من الفلسطينيين كلهم، ولذا، فإن الذي يرغب في تعزيز قوة السلطة الفلسطينية، عليه أن يفرج عن مروان البرغوثي.
مهما يكن، فإن نتنياهو أقدم على خطوة تكتيكية ذكية، عندما بادر إلى تجميد البناء لفترة عشرة أشهر. فلماذا تبقى إسرائيل، في نظر العالم كله، هي المسؤول الوحيد عن جمود العملية السياسية، في الوقت الذي عاد فيه الفلسطينيون إلى موقفهم التقليدي، وفحواه عدم تفويت أي فرصة من أجل تفويت الفرصة؟ وعلى ما يبدو، فإن رفض الفلسطينيين العودة إلى مائدة المفاوضات يخدم المتطرفين في حزب الليكود، وفي إسرائيل عامة.