هل تشكل الثورات في العالم العربي فرصة لمبادرة سياسية إسرائيلية؟
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

– مباط عال

 

  • إن التوجه الفلسطيني إلى الساحة الدولية خلق دينامية جديدة. ومن المتوقع، بعد أن يرفض مجلس الأمن الطلب الفلسطيني سواء لأنه لم يحظ بالأغلبية أم بسبب الفيتو الأميركي، أن تناقش الجمعية العامة للأمم المتحدة اقتراح قرار يقضي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب، ومن المرجح أن يحظى هذا القرار بأغلبية كبيرة. إن اتخاذ مثل هذا القرار في ظل الأزمة مع تركيا ومصر والتوتر مع الأردن سيزيد في عزلة إسرائيل وفي الضغوط السياسية عليها. كذلك سيسمح القرار للدولة الفلسطينية بالانضمام إلى المنظمات والمعاهدات الدولية، إذ تستطيع فلسطين، مثلاً، الانضمام إلى المحاكم الدولية وتقديم دعاوى ضد السلوك الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وضد شخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وخرق القوانين الدولية، الأمر الذي سيساهم في اتساع ما تسميه إسرائيل حملة نزع الشرعية عنها.

     
  • ثمة خطر من تزامن الجمود في المفاوضات مع الفلسطينيين والخطوات الفلسطينية في الأمم المتحدة مع "الربيع العربي"، إذ قد يتبين للجمهورين الفلسطيني والعربي بعد المساعي في الأمم المتحدة أن شيئاً لم يتغير، وأن الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة لا يزال على حاله. وسيُطرح السؤال: كيف نحقق فكرة الدولة الفلسطينية بعد اعتراف الأمم المتحدة بها؟ قد يقدم "الربيع العربي" الجواب إلى الجمهور الفلسطيني، وذلك من خلال اللجوء إلى التظاهرات الشعبية الكبيرة من أجل تحقيق هذا الهدف. ونظراً إلى واقع المناطق ووجود جمهورين معاديين بعضهما لبعض [الفلسطينيون في مواجهة المستوطنين والجيش الإسرائيلي]، فإنه من الصعب بقاء هذه التظاهرات سلمية لوقت طويل. وسيعتبر المستوطنون والجنود الذين يقومون بحمايتهم أن هذه التظاهرات الموجهة ضدهم تشكل تهديداً لهم، وسيكون من الصعب السيطرة عليها عبر الوسائل التقليدية لتفريق التظاهرات، الأمر الذي سيؤدي إلى إطلاق النار، والعودة إلى دائرة العنف. ويمكن تخيل تأثير هذا العنف في الجماهير العربية والإسلامية، وفي صورة إسرائيل في العالم الغربي حيث تعاني من العزلة.

     
  • بعد القرارت الدولية في الموضوع الفلسطيني ستجد إسرائيل نفسها أمام دولة فلسطينية معترف بها دولياً، وسيشكل ذلك فرصة للتوجه إلى الطرف الفلسطيني من أجل الدخول في حوار معه من موقعه الجديد، وسيكون هذا الحوار بمثابة استئناف للمفاوضات السياسية بطريقة مختلفة. وسواء دخلت إسرائيل في مفاوضات مع الفلسطينيين أم لم تدخل، فإن عليها أن تمتنع من معاقبة الفلسطينيين من خلال وقف تحويل أموال الضرائب إليهم أو عبر ضم الكتل الاستيطانية.