خطابا عباس ونتنياهو في الأمم المتحدة يفتقران إلى أي أمل بقرب التوصل إلى تسوية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • لا شك في أن لدى الحكومة الإسرائيلية أسباباً وجيهة كثيرة كي تشعر بالغضب العارم على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس [بسبب مضمون الخطاب الذي ألقاه في الأمم المتحدة يوم الجمعة الفائت]، لكن هذه الحكومة تدرك في الوقت نفسه أن عباس ليس [الرئيس الإيراني] محمود أحمدي نجاد بأي حال من الأحوال.

     
  • في المقابل لا بد من الإقرار بأن العزلة الدولية التي تعانيها إسرائيل في الآونة الأخيرة، كما انعكست حتى الآن في وقائع الدورة السنوية للأمم المتحدة، هي ظاهرة مثيرة للأسف. لذا، فإن إقدام وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان على مغادرة قاعة هذه المنظمة الدولية لدى بدء عباس بإلقاء خطابه كان خطوة في غير محلها، وخصوصاً أن الوفود العربية التي اعتادت في السابق على أن تغادر القاعة لدى إلقاء أي رئيس حكومة إسرائيلية خطاباً فيها لم تفعل ذلك عندما ألقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خطابه.

     
  • وفيما يتعلق بخطابي عباس ونتنياهو يمكن القول إنهما كانا خطابين قاسيين، فضلاً عن كونهما موجهين أساساً إلى الجمهورين الفلسطيني والإسرائيلي، وليس من شأنهما أن يقرّبا التوصل إلى أي اتفاق سلام بين الشعبين.

     
  • وقد حرص عباس على اختيار أكثر الكلمات تطرفاً في القاموس الفلسطيني، مثل: عنصرية؛ كولونيالية؛ أبرتهايد؛ توسع؛ استيطان. وبينما حرص على ذكر التراث الإسلامي والتراث المسيحي في البلد فإنه تجاهل تراثه اليهودي الذي يعتبر الأهم. ولعل ما يمكن استشفافه من هذا الخطاب هو أن رئيس السلطة الفلسطينية مصرّ على ما يلي: أولاً، تجميد الاستيطان الإسرائيلي [في الضفة الغربية] بصورة مطلقة من أجل استئناف المفاوضات؛ ثانياً، رفض الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية؛ ثالثاً، تقديم شكاوى إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وإذا لم يساعد هذا كله، فإنه ينوي أيضاً حل السلطة الفلسطينية. وليس من المبالغة القول إن هذا البرنامج هو برنامج المراحل الخاص بعباس.

     
  • أمّا خطاب نتنياهو فإنه على ما يبدو يعيدنا 18 عاماً إلى الوراء، أي إلى ما قبل اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، ذلك بأنه كرر اتهام الفلسطينيين بأنهم لا يرغبون في السلام، ولا في أي اتفاق أو حدود دائمة، وبأنهم لم يسلموا بعد بمجرد وجود دولة إسرائيل، واتهم عباس بأنه عندما يتكلم على المستوطنات باعتبارها مشكلة فإنه يقصد تل أبيب وحيفا ويافا وبئر السبع.

     
  • وإذا ما افترضنا أن خطابي عباس ونتنياهو يعكسان رؤية هذين الزعيمين للواقع، فإن النتيجة التي يجب استخلاصها هي أنه يجب وقف عملية السلام، وأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية ولا دولة يهودية.

     
  • ومع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو يشعر بالغضب لأن لا أحد يقدّر مدى استعداده للتوصل إلى حل وسط، إلاّ إنه يجب أن يبحث عن سبب انعدام مثل هذا التقدير لديه فقط، إذ إنه ماطل أكثر من اللازم، وتبنى مواقف جبهة الرفض في حكومته، وبالتالي فإنه خسر كثيراً من صدقيتـه.

     
  • أخيراً لا بد من القول إن كلاً من عباس ونتنياهو يعود إلى شعبه من دون أن يتأبط أي أمل، وبالتأكيد فإن مواجهة النزاع من دون أمل ستكون أصعب كثيراً مما كانت عليه حتى الآن.