المفاوضات بدلاً من الخطابات
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 

  • في نهاية الأسبوع الفائت توجهت أنظار العالم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في انتظار البشرى، إلاّ إن شيئاً من هذا لم يحدث. فقد أصر الزعماء الإسرائيليون والفلسطينيون على التحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن شعبيهم وناخبيهم بدلاً من الحديث عن مستقبل هؤلاء. ولم تصبح إسرائيل بعد خطاب نتنياهو أكثر قوة، وإنما باتت مصالحها اليوم تحت رحمة الدول الأجنبية في المحافل الدولية، إذ تبين لنا، في نهاية الأسبوع، أن الخطابات البليغة وحدها لا تكفي، حتى لو وحدت صفوفنا حول عدالة قضيتنا.

     
  • إنني أؤمن بعدالة الصهيونية، وأعارض المسعى الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، لكني على عكس نتنياهو اقترحت سبيلاً مضموناً لوقف هذا المسعى، وهو العودة إلى المفاوضات. قبل عامين ونصف العام فقط أجريت باسم دولة إسرائيل مفاوضات مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة، ومن دون تجميد الاستيطان، ومن دون اشتراط حدود 1967.

     
  • ويعلم نتنياهو أننا في هذه المفاوضات حرصنا على تحقيق كافة المصالح الوطنية والأمنية الإسرائيلية التي يحرص هو على الحديث عنها في كل خطاب وفي كل مكان، باستثناء المكان الوحيد المهم فعلاً، أي غرفة المفاوضات. لقد وقف العالم إلى جانبنا ودعم حربنا ضد الإرهاب، ولم يتحدث أحد في الأمم المتحدة عن إقامة دولة فلسطينية، واستُقبل زعماء إسرائيل بترحاب في الأمم المتحدة وفي كل أنحاء العالم، الأمر الذي لم يعد قائماً اليوم.

     
  • منذ الانتخابات الأخيرة قلت لنتنياهو: فكر بمصلحة إسرائيل لا بمصلحة الإئتلاف الحكومي، فكر كزعيم دولة لا كرجل سياسي، بادر إلى عملية تفاوض جدية تؤدي إلى تسوية وتحول دون التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة. وهذا ما قلته له قبل سفره الأخير، فالهدف هو المفاوضات وليس الخطابات، وعندما يتحول الاهتمام الدولي إلى الفلسطينيين ستتنفس إيران الصعداء. وعندما لا تكون هناك عملية سياسية، فإن هذا سيكبل يدي الجيش الإسرائيلي في حربه على الإرهاب. وهذا ما حدث طوال العام الماضي، وما جرى مؤخراً في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

     
  • علينا أن نذهب أبعد من الانشغال بالتفصيلات والخطابات والاتهامات، وعلينا أن نركز على الهدف، ألا وهو التوصل إلى تسوية تنهي النزاع. إن كل أسبوع يمر من دون مفاوضات سيجعل الثمن الذي سيدفعه نتنياهو أكبر. فالعالم لا يزال يؤيد المطلب الفلسطيني، وتستطيع الأمم المتحدة أن تتخذ قراراً بإقامة دولة فلسطينية في جمعيتها العامة، والدول الأجنبية بصدد إعداد مشاريع لمستقبل المنطقة بدلاً من دعم الخطة الإسرائيلية. فلا يجب أن يغرينا تباهي نتنياهو بأن مجلس الأمن لن يوافق على قيام الدولة الفلسطينية، لأننا ما زلنا في ذروة مسار لم ينته بعد.