من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· عندما أقدم [رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق] أريئيل شارون على تفكيك حزب الليكود، وعلى تأسيس حزب كاديما، بدا أن المعسكر السياسي الذي يعارض تقسيم البلد، تلقى ضربة قاصمة. غير أن الواقع، بعد ثلاثة أعوام من ذلك الحدث، يؤكد أن ما فعله شارون أدى إلى عكس ما كان يرغب فيه، فالليكود الآن هو الأكثر شعبية في استطلاعات الرأي العام، ومعسكر التسوية ممزّق بسبب الحرب الدائرة بين العمل وكاديما. إن أحد أسباب هذه الحرب هو أن الحزبين يتنافسان بشأن جمهور الناخبين نفسه.
· إن [رئيس حزب العمل ووزير الدفاع] إيهود باراك يراهن الآن على الجمهور التقليدي لحزب العمل، وهو الفئات الميسورة ورجال الأعمال، وكذلك الجمهور الذي يؤيد [وزيرة الخارجية] تسيبي ليفني. ولا توجد مشكلة لدى باراك بالنسبة إلى [وزير المواصلات] شاؤول موفاز، الذي ينشط بين الأوساط التي كانت تؤيد [رئيس حزب العمل السابق] عمير بيرتس.
· يدرك باراك وليفني أنه في حالة فوز الأخيرة في الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب كاديما، فإنها ستكون المرشحة الوحيدة في مقابل [رئيس الليكود] بنيامين نتنياهو في الانتخابات العامة المقبلة. إن واقع انتخابات سنة 2006، والذي تقاسم العمل وكاديما فيه أصوات جمهور المركز السياسي ودفعا أحزاب اليمين إلى الهامش، لن يتكرر هذه المرة. ولذا، فهما منهمكان في التدمير المتبادل.
· هناك عنصر واحد تم نسيانه في خضم هذه المواجهة، وهو الفكرة السياسية التي يمثلها حزبا العمل وكاديما، والتي يقف في صلبها الاستعداد لتقاسم البلد مع الفلسطينيين. لقد حافظت الحكومة الحالية على الوضع القائم في المناطق [المحتلة]، ولم تفعل شيئاً باستثناء تسريع عمليات البناء في الكتل الاستيطانية. أمّا نافذة الفرص من أجل التغيير، في ظل انحسار قوة اليمين، فقد ذهبت أدراج الرياح عقب حرب لبنان الثانية، التي لم يكن لها داع.
· ما يتعين على كاديما والعمل أن يفعلاه، في هذه الحالة، هو أن يتحدا حول رسالتهما المشتركة، ويحاربا مواقف الليكود الذي يعارض أي حل وسط أو تسوية [مع الفلسطينيين]. وإذا لم يوحد ليفني وباراك قوتيهما فسينقلان زمام الحكم، في الانتخابات المقبلة، إلى نتنياهو الذي يلتزم الصمت الآن، ويستمتع بالخصام المندلع بينهما.