من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· حتى الآن، قام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بخطوتين تاريخيتين: الأولى، خطوة تبني حل الدولتين، وذلك في "خطاب بار - إيلان" [في حزيران/ يونيو 2009]، والثانية، القرار القاضي بتجميد البناء في المستوطنات، قبل أسبوع. وفي واقع الأمر، فإن نتنياهو يقف الآن، في سنة 2009، في موقع على يسار الموقع الذي كان يقف فيه [رئيس الحكومة الأسبق] يتسحاق رابين، في سنة 1995، وذلك بموافقته على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وبإصداره أوامر تمنع البناء في جميع أنحاء يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وهما أمران لم يقدم رابين عليهما في حينه.
· في بداية سنوات الألفين مرّ [رئيس الحكومة الأسبق] أريئيل شارون بعملية شبيهة، إذ إنه وافق على خطة خريطة الطريق التي انطوت على فكرة الدولتين، لكنه سرعان ما تبين له أنه لا يوجد زعيم فلسطيني ملتزم مثله تقسيم البلد، ولذا لجأ إلى خطة الانفصال [عن غزة] من جانب واحد.
· ويبدو أن نتنياهو يجد نفسه الآن في الموقع نفسه الذي وجد شارون نفسه فيه. فهو موافق على مبدأ الدولتين، لكنه لا يجد شريكاً فلسطينياً. إن الأشخاص، الذين يعرفون نتنياهو حقّ المعرفة، هم قلائل جداً، ويشهد بعضهم على أنه مرّ بانقلاب حقيقي، وأن المناطق [المحتلة] لم تعد في رأس اهتماماته، وإنما قوة إسرائيل ومناعتها. ووفقاً لهؤلاء، فإنه في حال وجود خطة مدرجة في جدول الأعمال تضمن أمن إسرائيل، فإن نتنياهو لن يتردد في قبولها، حتى لو كان ذلك في مقابل انسحاب إسرائيلي مؤلم. لكن المأساة هي أنه لا يوجد خطة ولا جدول أعمال.
· في ظل هذه الأوضاع، ثمة طريقان أمام نتنياهو: الأولى، تبني خطة موفاز، أي إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة؛ الثانية، تنفيذ خطة انفصال رقم 2، تشمل تفكيك 20 مستوطنة وتسليمها إلى حكومة سلام فياض. وبما أن خطة موفاز تثير شكوكاً لدى نتنياهو في شأن احتمال قيام سيادة فلسطينية غير منضبطة، فمن الممكن أن يضطر إلى دراسة احتمالات الطريق الثانية.
· غير أن خطة الانفصال رقم 2 يجب أن تكون مختلفة عن خطة الانفصال رقم 1، بل أساساً يجب أن تكون بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وأن تحظى بمظلة دولية.
· ولا شك في أنه في حال تبنى نتنياهو خطة انفصال كهذه، فإنها ستسهل خطوات إسرائيل في الجبهات كلها، كما أنها ستخدمه سياسياً، كما خدمت خطة الانفصال السابقة شارون، وستجعله الزعيم الجديد لتيار الوسط في إسرائيل.