"صفقة شاليط" أثبتت أنه يمكن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • على الرغم من كوني شريكاً فاعلاً في الحملة الشعبية للإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، ولو بثمن إطلاق سراح عدد كبير من المخربين والقتلة الفلسطينيين، إلاّ إنني آخر شخص يمكنه أن ينكر الخطر الأمني الكبير الذي انطوت عليه صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس".
  • بناء على ذلك، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي أدرك جيداً حجم هذا الخطر الأمني يستحق التحية الكبيرة على اتخاذه قرار تنفيذ الصفقة. ولا شك في أن إبقاء شاليط في أسر "حماس" كان سيؤدي إلى موته، كذلك إلى تداعيات سلبية كثيرة، وخصوصاً فيما يتعلق بموضوع التضامن الاجتماعي، ومسألة العلاقة الوثيقة بين الشعب والجيش، في حين أن إسرائيل تملك الوسائل الكافية لمواجهة الخطر الأمني الذي سيترتب على تنفيذ صفقة الإفراج عنه. 
  • ثمة أوجه شبه كثيرة بين صفقة التبادل وبين النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، أهمها أن عدم إقدام إسرائيل على اتخاذ قرار حاسم بشأن حل هذا النزاع سيؤدي إلى عزلة دولية في أول مرحلة، وإلى عنف ربما يتفاقم إلى مواجهة إقليمية في مرحلة ثانية. لكن خلافاً لحالة شاليط فإن الذي سيدفع ثمن هذا كله ما زال مجهولاً حتى الآن. في المقابل، فإن التقدم في اتجاه اتفاق يبقى مرهوناً بمخاطر أمنية، لكنها من النوع الذي تملك إسرائيل الوسائل الكفيلة بمواجهته.
  • كذلك أثبتت "صفقة شاليط"، من ضمن أشياء أخرى، أن الخطوط الحمر لدى الجانب الآخر لا تبقى على ما هي عليه، وأنه يجب إجراء مفاوضات صعبة بحزم وإصرار، لكن بشرط واحد، وهو بذل جهود جادة وحقيقية ومثابرة كي تصل هذه المفاوضات إلى خط النهاية في أسرع وقت ممكن.
  • ويمكن القول إن إسرائيل أبدت في سياق المفاوضات المتعلقة بـ "صفقة شاليط" قدراً كبيراً من المبادرة، والاستعداد للتفاوض مع أسوأ أعدائنا وقدمت تنازلات لهم، لذا يتعين عليها أن تتحلى بهذه الصفات كلها لمنع سقوط ضحايا في أي عمليات مسلحة أو حروب ربما تندلع في المستقبل، ولا توجد طريق لتحقيق ذلك أفضل من طريق التسوية الشاملة مع الفلسطينيين. في الوقت نفسه فإن هذه التسوية، في حال التوصل إليها، ستنطوي على فوائد كثيرة بالنسبة إلى إسرائيل، وفي مقدمها تحقيق سلام مع العالم العربي كله، وزيادة نسبة النمو الاقتصادي، وضمان الأمن.