الجيش الإسرائيلي يتحول إلى جيش للرجال فقط
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • لم يمر أسبوع على الفرح الغامر الذي ساد في إثر إطلاق سراح غلعاد شاليط، وعلى الكلام الذي قيل عن "جيش الشعب" وعن أن "الجنود هم أبناؤنا"، حتى تبين لنا أن هذا الجيش هو أشبه بالعائلة التي تميز بين أولادها وتفضل ولداً على آخر.
  • فقد نشرت الصحف يوم الأحد أن نحو مئة مجندة غادرن الاحتفال الذي أقامه الجيش بمناسبة عيد المظلة بعد أن طلب منهن الضباط المتدينون مغادرة المكان، والانتقال إلى مكان آخر بعيد عن مكان الاحتفال الرئيسي.
  • وتشكل هذه الحادثة حلقة جديدة من المسار المتواصل للتطرف الديني داخل الجيش الإسرائيلي. فما زال الجميع يذكرون حادثة مغادرة عدد من الشبان المتدينين دورة ضباط بسبب غناء النساء، إلاّ إنه، على الأقل، جرى استبعاد هؤلاء من الدورة في حينه.... لكن في هذه المرة، فإن سكوت قائد الفرقة العسكرية والحاخام الأكبر للجيش يدل على رغبتهما في عدم الوقوف في وجه الضباط الآخرين، وأنهما لا يريدان التدخل، ويعتبران أن الطلب من المجندات الانتقال إلى مكان آخر أمر طبيعي.
  • وفي الوقت الذي يتخلى فيه الجيش عن مجنداته، نراه يبذل جهداً كبيراً للتقرب من الحريديم، ويقوم بكل ما في وسعه من أجل ترغيبهم في الخدمة العسكرية، وذلك عبر فتح مجالات خاصة ممنوع دخول النساء إليها. وبهذه الطريقة يكشف الجيش الإسرائيلي أن هوية الدولة التي يدافع عنها تتمثل في الدولة التي تمر بمسار سريع من التطرف الديني، ومن الفصل بين الجنسين المطبق حالياً في الباصات وفي استخدام الأرصفة. وعندما يبدأ "جيش الشعب" العلماني بتطبيق هذه القواعد المتخلفة فإن هذا يعتبر تطوراً خطراً.
  • يشكل الجيش الإسرائيلي الجزيرة الوحيدة للإجماع الوطني المتبقي لنا، وهو يحظى بهذه المكانة لأنه يجسد تضامناً واسعاً يجعلنا نتعامل مع جنوده "كأبناء لنا"، وفي سبيل هذا التضامن نرسل أولادنا إلى الخدمة العسكرية المحفوفة بالمخاطر، حيث يمضي الشابات والشبان عامين وحتى ثلاثة أعوام من حياتهم في هذه الخدمة، وفي سبيله أيضاً تتضامن الدولة بأسرها من أجل إطلاق سراح جندي واحد.
  • لكن في حال تعامل الجيش الإسرائيلي مع مجنداته بصفتهن مواطنات من الدرجة الثانية، فلماذا إذاً سيبقين ملتزمات بهذا الجيش؟

    على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي التصدي فوراً لهذا السلوك المعيب، والوقوف بوضوح ضد التفرقة بين الرجال والنساء في الجيش، كذلك عليه إمّا أن يعيد الاحترام الى المجندات، وإمّا أن يلغي الخدمة العسكرية الإلزامية للنساء.