على رئيس الأركان وقف تدخل القادة العسكريين في الموضوعات السياسية الخلافية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • كتبت كونداليزا رايس في مذكراتها أن إيهود أولمرت قدم إليها خطة صدمتها، وقد تضمنت تقسيم القدس إلى عاصمتين، أمّا المدينة المشتركة [التي تشمل الأماكن المقدسة] فيتم اختيار رئيس بلديتها بما يتلاءم مع نسبة عدد العرب واليهود من سكانها، وتشرف على إدارة شؤون المدينة لجنة مشتركة تتضمن ممثلين عن الأردن والسعودية والفلسطينيين والولايات المتحدة وإسرائيل.
  • وتقول رايس في كتابها أنها سألت نفسها عمّا إذا كان ما تسمعه صحيحاً؟ وهل فعلاً يقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بتقسيم القدس وبتشكيل لجنة دولية للإشراف على الأماكن المقدسة؟ لكن، يبدو أن هذا لم يكن كل شيء، إذ أضاف أولمرت إلى عرضه استعداده استقبال مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين داخل إسرائيل. وقد حملت رايس هذا الاقتراح إلى محمود عباس، إلاّ إن هذا الأخير رفضه.
  • وكانت محطة "الجزيرة" الفضائية عرضت قبل أشهر خريطة تكشف أن أولمرت عرض على عباس أن تتنازل إسرائيل عن أكثر من 96٪ من أراضي يهودا والسامرة، مع التعويض عن الأراضي الفلسطينية التي ستضمها إليها، كذلك وافق أولمرت على عودة بعض اللاجئين، لكن عباس رفض هذا العرض. وفي ذلك الوقت، قام أنصار الفلسطينيين في إسرائيل بالدفاع عن عباس. واليوم، وبعد ما كشفته كونداليزا رايس في كتابها، من المنتظر أن يحمّل هؤلاء إسرائيل، مرة أخرى، مسؤولية الفشل.
  • إلاّ إن المدنيين ليسوا وحدهم من يقف إلى جانب عباس في إسرائيل، بل يبدو أن الجيش الإسرائيلي يصدق أيضاً خرافة أن عباس هو من أنصار السلام. فقد جاء في صحيفة "هآرتس" (24/10/2011) أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن على إسرائيل القيام بمبادرات حسن نية تجاه السلطة الفلسطينية، ومن بينها إطلاق سراح أسرى ونقل أراض إلى السيطرة الأمنية للسلطة.
  • يدل ما سبق على أن الجيش يتدخل في قضايا أيديولوجية وسياسية هي موضع خلاف، ويطالب بنقل أراض من موطننا إلى الفلسطينيين.
  • والسؤال الذي يطرح نفسه هو التالي: كيف يمكن أن يدعو الجيش الإسرائيلي إلى الوقوف مع عباس وهو الذي قام بحشر إسرائيل دبلوماسياً من خلال توجهه إلى الأمم المتحدة، كذلك شوه صورة جنودها في نظر الرأي العام العالمي، وقام بالتحريض عليها، وأحياناً بطريقة معادية للسامية، في وسائل الإعلام وفي المدارس، وأطلق أسماء مخربين فلسطينيين قتلوا جنوداً ومدنيين إسرائيليين على الساحات والمؤسسات الرسمية؟
  • لقد حظيت مقترحات الجيش الإسرائيلي بشأن قضايا هي موضع خلافات أيديولوجية عميقة بتغطية كبيرة من وسائل الإعلام التي احتضنت القادة العسكريين، لكن هؤلاء سيخسرون ثقة ضباطهم وجنودهم عندما سيُطلب منهم محاربة المخربين الذين يطالبون اليوم بإطلاق سراحهم ضمن بادرة حسن نية تجاه أبو مازن.
  • إن عدم تصدي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لعملية التسييس التي يشهدها الجيش هو دليل ضعف، وبصفته القائد الأعلى للجيش فإنه يتحمل المسؤولية عن هذا التوجه المدمر الذي يلحق الضرر بالجيش، وقد يؤدي إلى انقسامه.