هل تشكل المساعدة الإسرائيلية لضحايا الزلزال في تركيا فرصة لترميم العلاقات بين الدولتين؟
تاريخ المقال
المصدر
- قبل أقل من عام نشب حريق ضخم في الكرمل، فأعلنت تركيا فوراً أنها أرسلت طائرات إطفاء للمساعدة في إخماد الحريق. وكشف الإعلان توجهاً دبلوماسياً واضحاً ظهر في كلام رجب طيب أردوغان عندما قال إن "هذه فرصة لترميم العلاقات بين الدولتين." كذلك، فإن قبول إسرائيل مساعدة كل من السلطة الفلسطينية والأردن وتركيا يدخل ضمن إطار ما يسمى دبلوماسية الكوارث.
- لقد عرفت العلاقات التركية - الإسرائيلية منعطفاً مهماً جراء عمليات الإغاثة التي قدمتها إسرائيل عقب الهزة الأرضية التي وقعت في سنة 1999 في تركيا، لكن لم يكن هذا هو النموذج الوحيد لتحسن العلاقات الإقليمية، فقد تحسنت العلاقات التركية - اليونانية أيضاً نتيجة المساعدة اليونانية. وفي جميع هذه الحالات، فإن الكوارث لا يمكنها أن تخلق دبلوماسية التقارب، إلاّ إنها قد تساعد في تسريعها.
- صحيح أن أردوغان تحدث، في إثر المساعدة التي قدمها بلده من أجل إخماد حريق الكرمل، عن احتمالات التحسن في العلاقات، إلاّ إن شيئاً من هذا لم يحدث، ولم يؤد ذلك إلى نسيان حادثة مرمرة [سيطرة الجيش الإسرائيلي بالقوة على سفينة المساعدات التركية المتوجهة إلى قطاع عزة، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد من المواطنين الأتراك]، ولم تصبح إسرائيل أكثر استعداداً للموافقة على الاعتذار، كذلك لم تتنازل أنقرة عن مطالبتها بذلك، وسرعان ما تلاشت مشاعر التضامن الإنساني.
- لا شيء يمكن أن يؤدي إلى زوال المصالح السياسية للدول، وستبقى المساعدة الإنسانية في حيزها الإنساني، إذ إن الكوارث لن تستطيع حل مشكلات العداء والخصومة بين الدول، وإنما وحدها السياسة تستطيع فعل ذلك.