الدرس الذي لم نتعلمه من قضية شاليط
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في نهاية الأمر، سيفقد الناس اهتمامهم بغلعاد شاليط، وسينسونه، وسيعودون إلى حياتهم اليومية، وبذلك نكون قد أضعنا مرة أخرى فرصة فهم ما يحدث، وسنبقى مقتنعين بأن الفلسطينين هم الأشرار وأننا الطيبون، وهم الذين يحبون سفك الدماء ونحن الشعب المتضامن، وهم القتلة ونحن الذين نطلق الأسرى.... وسيستمر زعيمنا في التقاط الصور لنفسه من دون أن يستغل الفرصة للقيام بتغيير استراتيجي جوهري، ولن يتجرأ أحد على الاعتراف بأننا طوال خمسة أعوام أجرينا مفاوضات مع "حماس"، التنظيم الذي قلنا إننا لن نتفاوض معه. كذلك لن يتساءل أحد عما إذا كان في استطاعتنا محاورة "حماس" في موضوعات مصيرية، إذ سنعود إلى تجاهل وجودها، لأن هذه هي اللغة الوحيدة التي نفهمها، لغة التجاهل والعنف.
- هل هناك أمل بأن يأتي يوم نسأل فيه أنفسنا عن الفرق بين من يريد أن يحرر وطنه من عبء الوجود الفلسطيني فيقوم بقتل المذنبين والأبرياء بواسطة الصواريخ التي تطلق من الطوافات، وبين الفلسطيني الذي يريد طرد المحتل الإسرائيلي ويقتل الأبرياء والمذنبين بواسطة عبوة ناسفة بدائية؟
- مما لا شك فيه أن في الجانب الفلسطيني عناصر شديدة العنف، ولا شيء يبرر الهجمات الانتحارية والجرائم الموجهة ضد الأبرياء، لكن يوجد لدينا أيضاً عناصر لا تقل عنفاً ووحشية، فهناك أفراد يشكلون نموذجاً حقيقياً للسادية، وهناك أيضاً وحشية أيديولوجية تتجلى في نهب الأرض والطرد والإبعاد واللامبالاة. فكم من الإسرائيليين يعرفون أن عدد الأبرياء من الفلسطينيين الذين قتلناهم أكبر بكثير من عدد الأبرياء الذين قتلوهم منا؟
......... - لقد علّمنا النضال من أجل إطلاق سراح شاليط، وعلّم الفلسطينيين أيضاً، درساً مهماً، وهو أن أغلبية الاتفاقات لا تأتي نتيجة قوة الزعماء، وإنما نتيجة حكمة الشعوب. لذا لا شك لدي في أن هناك أملاً، وأن قرار المقاطعة الكاملة المفروض على "حماس" سيزول يوماً ما، مثلما حدث في الماضي مع مصر والأردن و"فتح"، وفي وقت قريب سنتفاوض مع "حماس" وهي ستتفاوض معنا. فإذا كان هذا سيحدث في المستقبل، لماذا إذاً لا يحدث الآن؟