إسرائيل تطور جهازاَ خاصاً لمواجهة خطر صواريخ الكتف الموجهة ضد طائرات الركاب
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- يشكل عدم لجوء التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة، إلى استخدام صواريخ الكتف من أجل إسقاط طائرات الركاب، أحد أهم الأسرار التي تشغل أوساط أجهزة الاستخبارات الدولية. فقد كانت المرة الأخيرة التي استخدم فيها هذا النوع من الصواريخ في 28 تشرين الثاني/أكتوبر من سنة 2002، عندما أُطلق صاروخان من طراز ستريلا (ٍSA-7) على طائرة بوينغ 757 كانت تقلع من مومباسا في كينيا، من دون أن يصيبا الهدف.
- وما يثير التعجب هو فقدان مئات من صورايخ الكتف من مخازن الأسلحة التابعة لجيوش بعض الدول، وانتقالها إلى التنظيمات الإرهابية. فعلى سبيل المثال، بعد الغزو الأميركي لأفغانستان عُثر في مغاور حركة طالبان على صواريخ كتف ستريلا الروسية، وعلى صورايخBlowpipe البريطانية الصنع.
- وخلال الثمانينيات زود الأميركيون المجاهدين في أفغانستان، في أثناء قتالهم السوفيات، بصواريخ كتف متطورة من طراز ستينغر، وبقي عدد كبير من هذه الصواريخ بين أيدي المجاهدين الذين انضموا إلى صفوف القاعدة. ويمكننا أن نشاهد في مناطق متعددة من آسيا صاروخ ستريلا معروضاً للبيع بسعر 5000 دولار فقط، ويبدو أن هناك كميات كبيرة متوفرة منه. ومن المتوقع أن يؤدي تفكك جيش القذافي إلى زيادة كميات صواريخ الكتف التي ستصل إلى التنظيمات الإرهابية.
- إن طريقة استخدام صاروخ الكتف بسيطة ولا تتطلب إعداداً معقداً، إذ لا يتعدى وزن صاروخ ستريلا عشرة كيلوغرامات، ويمكن إخفاؤه بسهولة، ويبلغ مداه نحو خمسة كيلومترات، ومن الممكن إطلاقه من نافذة منزل لا يبعد كثيراً عن مدرج هبوط وإقلاع الطائرات، الأمر الذي يجعل من الصعب إحباط عملية الإطلاق.
- ومن الأمور التي تبعث على الدهشة، تجاهل الدول الغربية، بصورة كاملة، خطر صواريخ الكتف، فهناك دولة واحدة فقط تتعامل بجدية مع هذا الخطر من خلال تطوير منظومة دفاع فعالة ضد هذه الصواريخ، وهي إسرائيل. ففي تموز/يوليو 2009 قررت حكومة إسرائيل الموافقة على تخصيص مبلغ 400 مليون شيكل من أجل تطوير منظومة دفاعية فعالة تركب على طائرات الشركات الجوية الإسرائيلية لمواجهة خطر صواريخ الكتف، وأطلق على هذا الجهاز، الذي تقوم بتصنيعه شركة أل - أوب، اسم "درع السماء"، ويجري العمل في المشروع وفق الخطة الموضوعة له، ومن المفترض أن ينجز بعد عام ونصف العام. والمقصود هنا جهاز متطور يمكن تركيبه على الطائرة خلال 30 دقيقة، ويعمل بصورة آلية، ويستطيع الكشف عن الصواريخ لدى إطلاقها، فينقل هذه المعلومة إلى جهاز يطلق لدى اقتراب الصاروخ من الطائرة أشعة لايزر تقوم بتحويل مساره.
- يبلغ سعر الجهاز نحو مليون دولار وهو يؤدي إلى زيادة بنسبة 1٪ في استهلاك الطائرة من الوقود. وقد قرر المجلس الوزراي الأمني المصغر أن تتحمل الدولة نفقات تزويد الطائرات بالجهاز. وبهذه الطريقة نكون قد فتحنا الطريق أمام جعل أسطول الطائرات المدنية الإسرائيلية الأكثر أمناً في العالم في مواجهة خطر صواريخ الكتف.