لدى أوباما أسباب وجيهة للغضب على نتنياهو في إثر توسيع حي جيلـو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      يبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي كان يقوم أمس بزيارة الصين، لم يرغب هذه المرة في إخفاء غضبه على إسرائيل [بسبب القرار القاضي ببناء 900 وحدة سكنية جديدة في حي جيلو في القدس الشرقية] وراء صيغ دبلوماسية ناعمة. ولدى أوباما ثلاثة أسباب وجيهة تجعله يفرغ غضبه على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بسبب قضية جيلو.

·      السبب الأول هو أن الإدارة الأميركية قامت، خلال الأيام القليلة الفائتة، ببذل جهود كبيرة من أجل إقناع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بإبقاء المجال مفتوحاً أمام إمكان بقائه في المقاطعة [مقر رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله]. وقد أكد أوباما لعباس أن المفاوضات بشأن الحل الدائم أصبحت قاب قوسين أو أدنى، كما تعهد بأن يوفر عليه عناء مواجهة أوضاع حرجة أخرى. وبناء على ذلك، فإن قرار توسيع حي جيلو هو بمثابة المسمار الأخير في نعش عباس السياسي، فضلاً عن مسّه سمعة رئيس الولايات المتحدة.

·      السبب الثاني هو ملاحظة المسؤولين في الإدارة الأميركية أن أعمال البناء في جيلو ستتم على أراض تابعة لمديرية أراضي إسرائيل، وستقترن بمصادرة أراض فلسطينية أخرى تقع بين ذلك الحي اليهودي وبين قرية الولجة الفلسطينية المحاذية له.

·      السبب الثالث هو أن الأميركيين يدركون أن في إمكان رئيس الحكومة الإسرائيلية أن يتدخل ويمنع اتخاذ القرار. كما أنهم يدركون أن نتنياهو ليس سياسياً مبتدئاً، ولذا فهو يعلم أن القرار سيثير ضجة كبيرة في رام الله وحرجاً بالغاً في واشنطن.

·      من ناحية أخرى، فإن اللقاء الأخير، الذي عقد بين أوباما ونتنياهو في واشنطن، اشتمل على حديث فحواه أنه يجب تسوية الخلافات بين الجانبين بأسلوب جنتلماني. وقد راود المسؤولين في البيت الأبيض الأمل بأن يكون نتنياهو استوعب هذا الحديث جيداً.

في الوقت نفسه فإن الإدارة الأميركية بدأت، مؤخراً، مناقشة السبل الكفيلة بتهدئة خواطر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ومنها مثلاً الاستعانة برسائل ضمانات تؤكد أن الاتفاق الدائم سيستند إلى حدود حزيران/ يونيو 1967، وأن موقف الولايات المتحدة المؤيد لتقسيم القدس لا يزال ساري المفعول. ويبدو أن سلوك نتنياهو فيما يتعلق بقضية حي جيلو سيجعل أوباما يتخلى عن تردده إزاء توقيع رسائل الضمانات هذه.