حان دور بشار الأسد
تاريخ المقال
المصدر
- مع أن ديانتنا اليهودية لا تجيز الشماتة بموت الأعداء، إلا إنني أشعر بسعادة غامرة في إثر مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي أمس (الخميس)، تماماً كما سبق أن شعرت لدى إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. كما أنني سأشعر بالسعادة نفسها في حال مقتل الرئيس السوري بشار الأسد. ويمكن القول إنه حان دور هذا الأخير ليلاقي المصير نفسه، وإنه إذا كان يملك ذرة واحدة من العقل فمن الأفضل له أن يهرب هذه الليلة من دمشق إلى ملاذ آمن في أميركا اللاتينية.
- ولا شك في أن الذي قُتل أمس (الخميس) لم يكن القذافي فحسب، بل أيضاً نظام الحكم الذي سيطر على العالم العربي منذ أكثر من نصف قرن، وأطلق على نفسه وصف "الاشتراكية العربية" وهي مزيج بين القومية العربية الحديثة وبين طريقة حكم تستند إلى هيمنة حزب واحد وإلى سيطرة الدولة على الاقتصاد.
- وقد تبين منذ سبعينيات القرن العشرين الفائت أن كل ما بقي من هذه الاشتراكية العربية هو شهوة الحكم لدى نخبة حزبية- عسكرية ضيقة لم تكن حتى آخر لحظة على استعداد لأن تتنازل عن أي من الامتيازات الكبيرة التي حصلت عليها.
- وبالنسبة إلى إسرائيل، عليها ألاّ تأسف لسقوط الأنظمة الدكتاتورية العربية، لأن هذه الأنظمة حاربتها على الدوام كي تغطي على قصوراتها الداخلية. ومع أن هناك أساساً قوياً للتخوف من احتمال أن تسيطر قوى إسلامية متطرفة على أنظمة الحكم الجديدة في العالم العربي، إلاّ إنه علينا أن نعول على حقيقة أن الإنسان العربي الجديد لن يقبل بأقل من الديمقراطية، وخصوصا بعد أن ذاق طعمها في ظل الثورات الشعبية الأخيرة.