هل صحيح ما قاله طوني بلير إن السلام بات ممكناً بعد عودة شاليط؟
تاريخ المقال
المصدر
The Jerusalem Post
صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.
- بعد عودة شاليط سالماً إلى وطنه، عادت إسرائيل إلى معالجة الموضوعات المطروحة عليها وفي طليعتها إمكان استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ومن المنتظر أن تعقد اللجنة الرباعية الدولية اجتماعاً لها في القدس يوم الجمعة في 26 تشرين الأول/أكتوبر.
- في هذه الأثناء صرح طوني بلير، الموفد الخاص للجنة الرباعية، أن صفقة تبادل الأسرى تشكل فرصة يجب الاستفادة منها من أجل تغيير الأجواء واستئناف المفاوضات.
- للأسف الشديد يبدو أن ما يعبر عنه بلير هو أمنيات أكثر من حقائق، لأن الوقت الحالي لا يبدو ملائماً لمعاودة المفاوضات.
- لقد فشلت اللجنة الرباعية قبل صفقة تبادل الأسرى في إقناع الفلسطينيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وأصر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على تمسكه بشرط التجميد الكامل للبناء في كل الأراضي الواقعة خارج خطوط الهدنة لسنة 1949، بما في ذلك القدس وضواحيها، كذلك رفض الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية.
- واليوم، بعد إتمام صفقة التبادل، من غير المتوقع أن يصبح الموقف الفلسطيني أكثر مرونة إزاء الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل أو التنازل عن المطالبة بتجميد الاستيطان، وإنما على العكس فقد نشهد مزيداً من التشدد في مواقف الشارع الفلسطيني بعد عملية التبادل. إذ بعد أربعة أعوام من تراجع نفوذ "حماس" في الضفة الغربية شاهدت إسرائيل بقلق مئات الفلسطينين في رام الله وجنين وفي أماكن أخرى من الضفة يحملون الأعلام الخضراء للحركة، الأمر الذي يعكس صعوداً في شعبية "حماس" هناك.
- وإذا كان توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة قد قوى موقف عباس، فإن نجاح "حماس" في إطلاق سراح 1027 أسيراً غطى على هذا الإنجاز. ومن الصعب اليوم على عباس أن يكون أكثر مرونة وتجاوباً بعدما برهنت "حماس" للشارع الفلسطيني نجاح مواقفها المتشددة وغير المهادنة تجاه إسرائيل. من هنا فإن الصعوبات التي واجهتها اللجنة الرباعية في إعادة الفلسطينين إلى المفاوضات، ستستمر الآن أيضاً.
- ثمة عامل إيجابي واحد يدفع في اتجاه استئناف المفاوضات هو أن الشعبية التي يتمتع بها نتنياهو حالياً والتأييد العريض الذي يحظى به يسمحان له بالمضي في تسوية سلمية، إلاّ إنه ليس في وسع إسرائيل صنع السلام وحدها. ومع كل الاحترام لتفاؤل بلير، فإن صعود "حماس" والاحتفالات التي شهدها قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها الشعارات المنادية بأن "الشعب يريد شاليطاً جديداً" لا تبشر بالخير فيما يتعلق بالسلام.