سقوط صدام والقذافي لم يكن ممكناً لولا مساعدة الغرب
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • في الأمس قتل الليبيون الرجل الذي حكمهم أكثر من أربعين عاماً، تماماً مثلما فعل العراقيون بزعيمهم قبل خمسة أعوام، مع فارق صغير هو أن صدام حوكم وصدر قرار بإعدامه شنقاً بعد محاكمة علنية، أمّا القذافي فقُتل برصاصة في رأسه.
  • لكن من سخرية القدر أن نهاية كل من صدام والقذافي لم تكن ممكنة لولا المساعدة التي قدمتها الدول الغربية إلى العراقيين والليبيين للتخلص من هذين الرجلين. بكلام آخر، ليس العراقيون مَن أطاح بصدام حسين وإنما الأميركيون، وليس الثوار الليبيون من قتل القذافي وإنما حلف شمال الأطلسي. ويمكن أن نضيف إلى ذلك أيضاً أن واشنطن هي التي تخلت عن حسني مبارك وتركته يواجه مصيره الأسود، حتى لو كانت اليوم نادمة على ما قامت به.
  • ومن شأن كل ذلك أن يثير أفكاراً كئيبة فيما يتعلق بالمساهمة التي تقدمها دول الغرب من أجل التشجيع على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في دول الشرق الأوسط. فمن السهل نسبياً الإطاحة بحاكم طاغية بواسطة التكنولوجيا والتفوق العسكري، إلاّ إنه من الصعب جداً بناء دولة جديدة ومعاصرة على أنقاض الأنظمة القديمة.
  • في إمكان الحكام الطغاة في الشرق الأوسط الذين ما زالوا في مناصبهم استخلاص ثلاثة دروس مباشرة مما حدث لصدام حسين والقذافي ومبارك، وهي: أولاً، عليهم عدم المحاولة أن يكونوا أبطالاً، وألاّ ينتظروا حتى النهاية كي يفروا، وإنما عليهم الهرب ما داموا قادرين على ذلك؛ ثانياً، عليهم ألاّ يتخلوا طوعاً عن السلاح الذي لديهم، ولا سيما إذا كان سلاحاً غير تقليدي، فقد ارتكب القذافي حماقة عندما تخلى عن سلاحه الكيماوي الذي كان في حيازته، وعندما أوقف مشروعه للحصول على السلاح النووي، إذ تحول إلى هدف سهل لقوات الأطلسي؛ ثالثاً، ضرورة عقد تحالفات مع أطراف إقليمية قوية تملك سلاحاً متطوراً يؤمن مظلة ردع في وجه الهجمات الغربية، مثل إيران وحزب الله. وهذا بالضبط ما يفعله بشار الأسد في هذا الوقت.