الأسد يتحدث عن السلام مع إسرائيل لأنه بوليصة تأمين في مقابل الغرب
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      في كل مرة يشعر الرئيس السوري بشار الأسد بأنه محشور في الزاوية، وأنه مضطر إلى مسايرة الأميركيين والغرب، فإنه يقوم بإنعاش عملية السلام مع إسرائيل، لكن سرعان ما يتبين أن هذه العملية برمتها هي عملية وهمية.

·      لكن في هذه المرة فإن إسرائيل، على ما يبدو، معنية أيضاً بهذه العملية الوهمية، إذ إن من شأنها أن تخدم أهدافها الدعائية الداخلية والخارجية على حد سواء. ولذا، فإننا شهدنا، خلال الفترة القليلة الفائتة، حديثاً متواتراً عن الوساطة التركية، وعن الخطة الأميركية، كما أننا نشهد إطلاق رسائل سلمية مختلفة. ومع ذلك، فإن أياً من الجانبين غير مستعد حتى الآن لدفع ثمن التسوية.

·      إن الحراك السوري الجديد المتعلق بالسلام يثير استغراب المؤسسة الأمنية في إسرائيل. وقد بحث المسؤولون في هذه المؤسسة كثيراً عن الأسباب وراء ذلك، لكنهم لم يهتدوا إلى جواب محدد.

·      وعلى الرغم من ذلك، فإن التقديرات السائدة هي أن ما يدفع سورية إلى هذا الحراك هو الخشية من التغيير الذي ربما سيحدث في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، في موقف الولايات المتحدة إزاء المشروع النووي الإيراني، والمحتمل أن يؤدي إلى اندلاع مواجهة بين الجانبين. وفي نظر السوريين، فإن مثل هذه المواجهة سيؤثر أيضاً على جميع الذين يُعتبرون في صف المعسكر الإيراني. علاوة على ذلك، فإن السوريين ينظرون إلى إسرائيل باعتبارها خطراً مصيرياً عليهم.

·      إن الذي يراقب التطورات الأخيرة من بعيد يعتقد أن الدبلوماسية السورية بلغت ذروة نجاحها، لكنها في واقع الأمر، تمر بأزمة كبيرة، ذلك بأن تحالف سورية الاستراتيجي مع إيران يقف على أعتاب اختبار كبير، كما أن تحالفها الجديد مع تركيا لم يَحُلْ دون قيام هذه الأخيرة بسرقة المياه السورية والتسبب بقحط منطقتها الشمالية.

·      وقد حاول السوريون بناء علاقات جديدة مع الحكومة العراقية، غير أن العراقيين يتهمون سورية بتشجيع "الإرهاب"، وبالمسؤولية عن العمليات المسلحة العنيفة التي وقعت مؤخراً في أنحاء العراق.

·      من ناحية أخرى، فإن الآمال التي علقها السوريون على الإدارة الأميركية الجديدة، برئاسة باراك أوباما، خابت، وقد بادر هذا الأخير، قبل فترة قصيرة، إلى تجديد القانون الذي يعتبر سورية "دولة مؤيدة للإرهاب". كما أن الاتفاقات التي وقعتها سورية مع الاتحاد الأوروبي، لم تنفَّذ، لأنها لم تلبّ الشروط التي وضعها الاتحاد، ولا سيما في مجال حقوق الإنسان.

ولذا، لا عجب، بعد هذا كله، في أن يسعى الرئيس الأسد للحديث عن السلام [مع إسرائيل]، لأن ذلك يعتبر بمثابة بوليصة تأمين له في مقابل الغرب.