· عاد موضوع المفاوضات مع سورية إلى صدارة جدول الأعمال العام. وقد أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته باريس مؤخراً، محادثات في هذا الشأن مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
· لا أدري ما الذي دار في هذه المحادثات، لكنني أعرف ماذا دار خلال المحادثات التي جرت بين الزعيمين في حزيران/ يونيو الفائت. ففي ذلك الوقت، اقترح ساركوزي على نتنياهو أن يستبدل وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، بتسيبي ليفني، كما حثه على التركيز على الرئيس السوري بشار الأسد.
· ومما قاله ساركوزي لنتنياهو: "إن الاتفاق مع الأسد سيضطر الفلسطينيين إلى الاتفاق معك". ومع أن نتنياهو لم يردّ على هذه المبادرة فوراً، إلا إنه عقد بعدها مباشرة لقاء مطولاً مع صديقه [رجل الأعمال اليهودي الأميركي] رون لاودر، الذي جاء خصيصاً إلى باريس. وكان لاودر، في إبان ولاية نتنياهو الأولى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية [بين السنوات 1996 ـ 1999]، وسيطاً بينه وبين الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد.
· لقد مرت أربعة أشهر ونصف شهر منذ تلك المبادرة، ولم يحدث أي شيء يتعلق بقناة المحادثات مع سورية، ولا يوجد في الوقت الحالي أي أسباب حقيقية تبرر حدوث تطور دراماتيكي في هذه المحادثات. وقد بات معروفاً أن نتنياهو لن ينسحب من هضبة الجولان، وأن السوريين لن يقبلوا بأقل من الانسحاب الإسرائيلي الكامل. كما أن نتنياهو سبق أن تعهد، آلاف المرات، بعدم الانسحاب من الجولان، وهو بالتأكيد لن يقدم على ذلك الآن، ولا سيما أن صدقيته على المحك.
وفي حال إجراء محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وسورية، فإنها لن تكون محادثات ملزمة على الإطلاق. لكن يبدو أنه حتى محادثات من هذا القبيل تنطوي على فوائد للجانبين، إذ إن نتنياهو سيبو بمظهر المؤيد للسلام، وبذا يحظى بتأييد عالمي يُعتبر ضرورياً له، أمّا الرئيس الأسد، فإن هذه المحادثات ستساعده على التحرر من العزلة، ومن العقوبات المفروضة عليه.