يوجد شريك في الشمال
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      اقترح الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال لقائه في باريس أول من أمس الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، استئناف المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل، التي جرت بوساطة تركيا وتوقفت العام الفائت. وعلى ما يبدو، فإن رسالة الأسد بشأن رغبته في السلام مع إسرائيل هي رسالة مثابرة، وقد كررها خلال الأشهر القليلة الفائتة على مسامع سياسيين وشخصيات عامة من الغرب.

·      لا شك في أن توقيع اتفاق سلام مع سورية سينطوي على فوائد استراتيجية مهمة لإسرائيل، إذ إنه سيؤدي إلى تقليص خطر الحرب بين الجانبين، وستحظى إسرائيل بحدود معترف بها مع جارة أخرى من جاراتها.

·      كما أن التحالف الذي تقوده إيران ضد إسرائيل سيضعف كثيراً، في حال انتقال سورية إلى معسكر الدول المؤيدة للغرب.

·      ومن ناحية أخرى، سيتم كبح حزب الله، وسيصبح في إمكان لبنان أن ينضم إلى دائرة السلام بعد السوريين. إن الذي يرغب في أن تصدأ صواريخ حزب الله في المخازن، عليه أن يتوصل سريعاً إلى اتفاق سلام مع الأسد.

·      إن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تؤيد استئناف المحادثات على المسار السوري، فرئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال غابي أشكنازي، قال، الشهر الفائت، إنه "يجب عدم اليأس من الأسد"، وإن لإسرائيل مصلحة استراتيجية في انفصال سورية عن المحور المتطرف الذي تقوده إيران. كما أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، ما انفك يؤكد أنه "يجب عدم الاستخفاف بإشارات السلام الصادرة من سورية". ويدل موقف كل من أشكنازي وباراك على أنهما يدركان الفوائد الأمنية الكامنة في التسوية مع سورية.

·      إن الوصفة لمثل هذه التسوية معروفة من خلال فحوى المحادثات التي أجراها ستة رؤساء حكومات إسرائيلية، بينهم [رئيس الحكومة الحالية] بنيامين نتنياهو و[رئيس الحكومة الأسبق] إيهود باراك، مع سورية، على مدار الأعوام الـ 18 الفائتة، وفحواها انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان كلها، في مقابل ترتيبات أمنية وتطبيع العلاقات، بما في ذلك إيجاد حل خلاّق للخلاف المتعلق بخط الحدود. ولا يوجد اعتراض لدى أي مسؤول في إسرائيل على أن نظام الأسد في إمكانه تنفيذ الاتفاق، في حال التوصل إليه.

·      بناء على ذلك كله، يتوجب على نتنياهو أن ينتهز الفرصة المتكررة التي طرحها الأسد، وأن يستجيب لاقتراحه، بدلاً من مجرد إبداء الاستعداد للتفاوض "من دون شروط مسبقة". إن الاتفاق مع سورية سيحسّن وضع إسرائيل الاستراتيجي، وثمة الآن شريك في دمشق لهذا الاتفاق الآن.