· يكمن مفتاح فهم مراحل العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة في عدد الضحايا لدى الجانب الإسرائيلي، لا في تحركات قوات الجيش في غزة، ولا في التحركات الدبلوماسية في القاهرة، أو مداولات "المطبخ" السياسي في تل أبيب. فقد فقدت إسرائيل، بعد مرور 17 يوماً على القتال، تسعة جنود وأربعة مدنيين فقط، وفي إمكان المجتمع الإسرائيلي أن يتعايش مع هذا العدد. علاوة على ذلك، فإن توقعات الجمهور الإسرائيلي العريض من العملية العسكرية في غزة كانت منخفضة، وذلك خلافاً للتوقعات الكبيرة من حرب لبنان الثانية. وقد يكون الأهم من ذلك كله هو أن التوغل البري في قطاع غزة لا يزال آمناً نسبياً إلى الآن.
· ما دامت العملية العسكرية في غزة تسير على هذا النحو فإن الجمهور الإسرائيلي العريض سيبقى راغباً فيها، بل ربما يطالب بالمزيد. وعلى الرغم من ذلك، فإن أصحاب القرار كلهم، بمن فيهم [وزير الدفاع] إيهود باراك و[وزيرة الخارجية] تسيبي ليفني، كانوا منهمكين منذ أول أيام العملية العسكرية في السؤال المتعلق بوقت إنهائها وكيفية ذلك. أمّا رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، فلا يزال منهمكاً في تطبيق استراتيجيا تؤدي إلى نجاح العملية العسكرية، لا إلى كيفية الخروج منها فقط.