عملية "الرصاص المسبوك" تتعرض إلى تسييس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       كلما مرّت الأيام ازدادت الشبهة في أن عملية "الرصاص المسبوك" تتعرض إلى تسييس، وأن صراعات القوة الداخلية تعرقل قدرة الحكومة الإسرائيلية الانتقالية على التوصل إلى اتفاق. وتبدو أهداف العملية العسكرية والشروط الجديدة من أجل إنهائها، والتي عرضها رئيس الحكومة إيهود أولمرت، شبيهة بتلك التي عرضها في خطابه في الكنيست في 17 تموز/ يوليو 2006 [من أجل إنهاء حرب لبنان الثانية].  ففي ذلك الوقت أعلن أن تلك الحرب تهدف إلى التوصل إلى وقف تام لإطلاق النار في الحدود الشمالية، وإلى نشر الجيش اللبناني في مناطق جنوب لبنان كلها، وإخراج حزب الله من هذه المناطق، ووضع حد نهائي لتهديد الصواريخ. وكما هو معروف فقد كانت نتيجة تلك الحرب مغايرة تماماً.

·       في الوقت نفسه، رفض أولمرت بضع مبادرات دولية للتسوية، بما فيها قرار مجلس الأمن الدولي [رقم 1860] الداعي إلى وقف إطلاق النار، وتعهد، خلال محادثات مغلقة، بأن تستمر الحرب حتى يتم القضاء على سلطة "حماس" في القطاع. في مقابل ذلك، فإن القائمة بأعمال رئيس الحكومة [وزيرة الخارجية] تسيبي ليفني، ووزير الدفاع إيهود باراك، يتحفظان من إدخال قوات الجيش الإسرائيلي إلى وسط مدينة غزة.

·       مع ذلك، ثمة خلافات بين ليفني وباراك أيضاً. فليفني تقترح إنهاء العملية العسكرية من دون تسوية سياسية تعترف بسلطة "حماس"، في حين يفضل باراك إنهاءها بواسطة اتفاق تهدئة مطوّر، يكون مقروناً بتفاهمات مع "حماس".

·       لا تزال العملية العسكرية في غزة تحظى بإجماع جماهيري واسع، على الرغم من الاستعمال المبالغ فيه للقوة. ولا شك في أن مردّ هذا الإجماع هو استعداد أصحاب القرار لفصل الحرب عن المعركة الانتخابية. غير أن ما نشهده، في الآونة الأخيرة، هو عملية تصفية حسابات سياسية علنية، على حساب جنود الجيش الإسرائيلي وسكان الجنوب. يجب وقف ذلك والانصراف إلى بلورة سياسة واعية ومسؤولة تؤدي إلى وقف إطلاق النار في أقرب فرصة.