حزب الله سيفكر كثيراً قبل خوض أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      إن حادثين شهدهما لبنان، أمس، من شأنهما أن يجعلا إسرائيليين كثيرين ينتابهم شعور بعدم الراحة: الحادث الأول هو إصدار أحكام بالإعدام على أربعة لبنانيين أدينوا بالتجسس لإسرائيل، والثاني هو التهديدات التي أطلقها [الأمين العام لحزب الله] حسن نصر الله، والتي تؤكد وجود صواريخ في حيازته يمكن أن تصل إلى تل أبيب.

·      لا شك في أن القبض على شبكة التجسس يجب أن يشعل ضوءاً أحمر قوياً لدى الذين قاموا بتفعيلها، غير أن التهديدات التي تؤكد أن تل أبيب أصبحت في مرمى صواريخ حزب الله هي تعبير عن الضائقة الشديدة التي يعاني منها هذا الحزب وزعيمه على حدّ سواء. وترجع هذه الضائقة، أساساً، إلى الضربات، التي يتعرض لها الحزب، بين الفينة والأخرى، مثل السيطرة على سفينة الأسلحة المهربة من إيران، الأسبوع الفائت.

·      ويمكن القول إن حزب الله يقف، في الوقت الحالي، أمام مفترق طرق، على الرغم من أنه قام، منذ انتهاء حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]، بترميم قوته العسكرية، وأصبح يملك صواريخ ذات مدى أبعد.

·      وما تجدر الإشارة إليه هو أنه بعد انتهاء تلك الحرب بوقت قصير، بدأت تُسمع أصوات تململ في بعض أوساط الجمهور في لبنان، الذي عانى الأمرّين جرّاء تلك الحرب. وتتهم هذه الأصوات [الأمين العام لحزب الله] حسن نصر الله بأن أعماله هي التي جرّت إسرائيل إلى شن هجمات على لبنان.

·      من ناحية أخرى، تبين أن أسياد حزب الله في طهران لم يكونوا راضين عن الحرب، حيث أنه من وجهة نظرهم، كان على الحزب أن يحتفظ بقوته العسكرية لاستعمالها ضد إسرائيل في حال قيام هذه الأخيرة بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وبحسب ما أكد وزير الخارجية الإيراني، فإن الحرب أدت إلى كشف قدرات الحزب على نحو لا لزوم له.

·      في الوقت نفسه، فإن حزب الله لم يتمكن، حتى الآن، من الانتقام لعملية اغتيال مسؤوله العسكري، عماد مغنية، التي حدثت في دمشق في شباط/ فبراير 2007. وهناك أربعة أسباب رئيسية حالت دون قيامه بذلك: أولاً ـ الفراغ الذي تركه اغتيال مغنية؛ ثانياً ـ تحسن القدرات الاستخباراتية لدى إسرائيل فيما يتعلق بإيران وحزب الله؛ ثالثاً ـ إدراك نصر الله نفسه أنه لا يمكنه تعريض لبنان إلى ضربة عسكرية قاسية أخرى، كما حدث في إبان حرب لبنان الثانية؛ رابعاً ـ سعي إيران للاستمرار في دفع مشروعها النووي قدماً، بصورة هادئة، وعدم المجازفة بالتورط مباشرة في نشاطات حزب الله "الإرهابية".

·      كما أن حزب الله يدرك جيداً أن الجناح المتطرف في إيران، الذي يدعمه، قد تلقى ضربة كبيرة في إثر الأحداث التي وقعت عقب انتخابات الرئاسة الإيرانية.

·      إن هذه التطورات كلها تجعل البعض يعتقد أن انضمام حزب الله إلى عمليات انتقام إيرانية، في حال تعرّض منشآتها النووية إلى هجمات عسكرية، ليس أمراً بديهياً، وأن نصر الله سيفكر كثيراً قبل أن يبادر إلى خوض أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل.