إدخال صواريخ متطورة مضادة للطائرات إلى لبنان يثير قلق إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يبدو أن مسألة طلعات سلاح الجو الإسرائيلي في سماء لبنان ستصبح، في الفترة القليلة المقبلة، ساحة الاحتكاك الرئيسية بحزب الله، كما حدث خلال الأعوام التي أعقبت انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في أيار/ مايو 2000. لكن الحزب، خلافاً للجولة السابقة التي اكتفى فيها بإطلاق قذائف مدفعية متقادمة، ينوي، هذه المرة، كما يبدو، استخدام ما هو أكثر تطوراً من ذلك، بالتعاون مع إيران وسورية.

·       ترى إسرائيل أن استمرار طلعات سلاحها الجوي في سماء لبنان هو حاجة ضرورية. فهذه الطلعات هي التي أتاحت وتتيح جمع معلومات بشأن منظومة صواريخ حزب الله، كما أنها توفر مجالاً لمراقبة ما يحدث في سورية. أمّا حزب الله فيرى، من جهته، أن هذه الطلعات تشكل تهديداً، لأنها تؤدي إلى جمع معلومات استخبارية عنه، كما أنها في الوقت نفسه، تشكل فرصة أو حجة كي يمارس حقه في "مقاومة الاحتلال الإسرائيلي".

·       إن ما نُشر في الصحافة العربية، خلال الأسابيع القليلة الفائتة، قريب من تقويمات شعبة الاستخبارات العسكرية، وفحواه أن حزب الله يسعى لسدّ النقص في الصواريخ المضادة للطائرات، والذي تكشف خلال الحرب على لبنان [صيف سنة 2006]. وبناء على ذلك، فإن إدخال صواريخ متطورة مضادة للطائرات [إلى لبنان] سيضع عقبات أمام طلعات سلاح الجو الإسرائيلي. كما أن إطلاق هذه الصواريخ على الطائرات الإسرائيلية، مع ضمان التغطية الإعلامية، سيحفظ ميزان الردع في مقابل إسرائيل، ويعطي حزب الله مبرراً في الساحة اللبنانية الداخلية للاستمرار في الاحتفاظ بسلاحه.

·       لم يُنشر حتى الآن ما هي الصواريخ التي تثير قلق إسرائيل، غير أنه عندما نما إلى علمها، في سنة 2005، أن روسيا تنـوي أن تبيع سـورية صواريخ من طراز إس - إي - 18، حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت، أريئيل شارون، أن يقنع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالامتناع من ذلك.

·       إلى أي مدى يشكل إدخال صواريخ متطورة مضادة للطائرات إلى لبنان "خطاً أحمر" بالنسبة إلى إسرائيل؟ لا يزال هذا السؤال موضع خلاف في المؤسسة الإسرائيلية الأمنية، على الرغم من الخط الرسمي الذي أكد، خلال الأسابيع القليلة الفائتة، أن المطلوب هو ردة فعل عسكرية صارمة.