المجلس الوزاري المصغر يناقش بلورة سياسة إسرائيلية جديدة تجاه لبنان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال مصدر رفيع المستوى في سلاح الجو لصحيفة "هآرتس" أمس، إنه إذا أدخل حزب الله صواريخ جديدة مضادة للطائرات إلى الأراضي اللبنانية، فسيتعين على سلاح الجو تغيير طابع طلعاته الجوية في سماء لبنان بصورة مهمة. ومع ذلك، أضاف أن سلاح الجو عرف كيف يواجه تحديات من هذا النوع في ساحات أخرى في السابق، وكيف يجد حلولاً تمكنه من تقليص خطورة المشكلة.



وتُجري المراتب السياسية والعسكرية في إسرائيل، في الآونة الأخيرة، نقاشات مكثفة بشأن إمكان قيام حزب الله بنشر صواريخ كهذه في جبال لبنان، في محاولة لوضع قيود على طلعات سلاح الجو، وربما تدبير حادثة تؤدي إلى اندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل. وقد وصف بعض الجهات المشتغلة بهذا الموضوع سيناريو إدخال صواريخ إلى لبنان بأنه "خط أحمر" ستضطر إسرائيل إلى الرد عليه بتوجيه "إشارة عنيفة" إلى حزب الله.



وسيناقش المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية اليوم بلورة سياسة إسرائيلية جديدة إزاء الوضع في لبنان، في ضوء الانتهاكات الكثيرة للقرار 1701، والبرنامج المتطرف لحكومة الوحدة الجديدة في لبنان. وستحتل قضية تهريب الأسلحة من سورية إلى لبنان مكاناً مركزياً في النقاش، وستكون إحدى التوصيات التي ستعرض على الوزراء، العمل لدى الأسرة الدولية من أجل زيادة الضغط السياسي على سورية كي تكبح عمليات إرسال الأسلحة.



ونُشرت مؤخراً في الصحافة العربية تقارير متناقضة عن مسألة هل تم تهريب صواريخ مضادة للطائرات إلى لبنان، أم أن الحديث يدور فقط على أمر ينوي الحزب القيام به مستقبلاً. وخلال الأيام القليلة الفائتة، قال ضباط في هيئة الأركان العامة إن من الواضح أن حزب الله يبدي اهتماماً بهذا الأمر، غير أنه من المشكوك فيه أن يكون معنياً باندلاع مواجهة فورية. ولاحظ الضباط أن تجربة الماضي تدل على أن حزب الله فضّل الخطوات المفاجئة ضد إسرائيل، ولم يقم بخطوات متوقعة سلفاً.



وبحسب مصادر سياسية في القدس، هناك في إسرائيل شعور بأن تهريب الأسلحة إلى حزب الله هو مسألة ملحة، وخصوصاً في ضوء الخشية من نقل وسائل قتالية متطورة إليه كنظم الأسلحة المضادة للطائرات التي ستهدد نشاط سلاح الجو في لبنان.



والنقاش الذي سيجري اليوم هو ثاني نقاش يعقد بشأن هذا الموضوع خلال بضعة أسابيع. ويتعامل وزراء الحكومة مع الموضوع بحساسية، ويرفضون الإدلاء بأي تفصيلات عنه. كما لوحظ خلال الأسابيع القليلة الفائتة تشديد زائد عن الحد من جانب الرقابة العسكرية في كل ما يتعلق بما يُنشر عن الموضوع اللبناني.



والشعور السائد في إسرائيل هو أن الأدوات السياسية لمجابهة عمليات تهريب الأسلحة إلى حزب الله لم تُستنفد جميعها بعد. وذكر مصدر سياسي أن الحل يكمن في ممارسة ضغط دولي على سورية وروسيا، لأن جزءاً من الأسلحة التي تُنقل إلى حزب الله هو من إنتاج روسي، وقال: "يجب وضع الموضوع في صدارة جدول الأعمال الدولي وتحويله إلى قضية مهمة في العلاقات بين أوروبا وسورية".

ومن المتوقع أن تعرض وزارة الخارجية، خلال النقاش الذي سيعقده المجلس، صورة الوضع فيما يتعلق بتطبيق القرار 1701، وأن تشرح الجهود الدبلوماسية التي تُبذل عشية الإعلان الذي سيصدر بشأن تجديد انتداب اليونيفيل في 31 آب / أغسطس. وستكون قضية مزارع شبعا إحدى القضايا التي ستطرح في النقاش. وتواصل الأسرة الدولية، وخصوصاً الأمم المتحدة والولايات المتحدة، مطالبة إسرائيل بتحقيق تقدم نحو حل الموضوع. ورداً على ذلك اقترحت إسرائيل مؤخراً بدء مفاوضات سلمية شاملة مع لبنان يصار في إطارها تسوية وضع مزارع شبعا.