· ألقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع، خطاباً في "مؤتمر رئيس الدولة الإسرائيلية"، الذي عقد في القدس. ولعل ما ميّز هذا الخطاب، أكثر من أي شيء آخر، هو استعمال نتنياهو كلمة "نحن". وعلى ما يبدو فإن هذه الكلمة أخذت محل كلمة "أنا"، التي درج على استعمالها كثيراً في إبان ولايته الأولى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
· غير أن هذا التغيير ربما يعكس تقدّم نتنياهو الذي احتفل أمس بعيد ميلاده الستين، في السنّ، أكثر مما يعكس تغييراً حقيقياً في سياسته العامة. ويجدر بنا أن نتذكر أن نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية لم يتخذا حتى الآن أي قرار سياسي مهم.
لقد أكد نتنياهو، عندما ألف حكومته، أنه سيأخذ على عاتقه مهمة تاريخية هي وقف المشروع النووي الإيراني. لكن يبدو أنه أدرك، بعد تسلم مهمات منصبه، أن الموضوع الإيراني معقد للغاية، وأنه لن يكسبه المجد الذي يبحث عنه. ولذا، انتقل إلى الموضوع الفلسطيني الذي يتجه حالياً في مسارين إشكاليين: الأول ـ مسار تقرير "لجنة غولدستون" [لجنة الأمم المتحدة التي تقصت وقائع عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية في غزة في أواخر سنة 2008]، والثاني ـ مسار الأزمة مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، فيما يتعلق بالاستيطان [في المناطق المحتلة]. ولا يزال نتنياهو يعتقد أن المفاوضات [مع الفلسطينيين] ستُستأنف قريباً، على الرغم من أن الواقع أثبت، حتى الآن، أنه أقوى منه كثيراً.