من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يبدو أن الخطوط العامة الثابتة، التي تميّز ولاية بنيامين نتنياهو الثانية في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، بعد مرور نحو سبعة أشهر على تسلمه مهمات منصبه، بدأت تتضح أكثر فأكثر. وهذه الخطوط العامة هي: فرض الشلل المطلق على كل ما يتعلق بالعملية السياسية؛ تدمير علاقات إسرائيل الخارجية مع الدول الصديقة بصورة منهجية؛ فوضى عارمة في إدارة ديوان رئيس الحكومة.
· غير أن هذه الأمور كلها لا تحول دون أن يتفرغ رئيس الحكومة لأي مناسبة وأن يحرص على إلقاء خطاب فيها. ويُعدّ نتنياهو شخصاً موهوباً للغاية في مجال الخطابة، بل ربما يعتبرها مهمته الرئيسية في منصبه.
· وفي الأسبوع الحالي ألقى نتنياهو خطاباً في "مؤتمر رئيس الدولة الإسرائيلية"، خاطب فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قائلاً: "أدعوك إلى قيادة شعبك نحو السلام، وإلى أن تقول له إن الوقت حان لإنهاء النزاع والحياة بسلام جنباً إلى جنب [مع إسرائيل]. لا أطلب منك أمراً لم أطلبه من نفسي. لقد حان الآن دورك كي تقول مثل هذه الأمور، وقد سبق أن قلتُها في جامعة بار ـ إيلان، وفي إمكانك أن تقولها في أي مكان تختاره بنفسك".
· إن نداء نتنياهو هذا هو نداء أجوف. لكن بما أنه يعتبر "الخطابة" هي أساس الاهتمام، فإنه يرى أن العملية السياسية هي حلبة صراع لغوية لا أكثر. كما أن دعوته، في الخطاب نفسه، إلى "أن يبدي الطرفان [الإسرائيلي والفلسطيني] قدراً كبيراً من الزعامة والشجاعة" هي دعوة جوفاء، وخصوصاً أنه هو نفسه لم يتحل حتى الآن لا بالزعامة ولا بالشجاعة، وذلك في ظل الائتلاف الحكومي الذي أقامه، والذي يؤدي إلى شلل العملية السياسية.
· تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو سبق أن اتُّهم، في إبان ولايته الأولى في رئاسة الحكومة [خلال السنوات 1996 - 1999]، بأنه يعيش ويعمل في "واقع افتراضي" تحل البلاغة و"الدعاية" فيه محل الممارسات العملية. ويبدو أن هذه المميزات تعود إلى الواجهة مرة أخرى.