اعترف المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط بأن تقرير غولدستون بشأن عملية "الرصاص المسبوك" هو أحد العوائق التي تقف في وجه المساعي المبذولة لمعاودة المفاوضات. وأضاف أن هذا التقرير "الذي ينطوي على عيوب والأحادي النظرة" يضع صعوبات أمام معاودة العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنه أوضح أنه من السابق لأوانه إعلان فشل مساعيه لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف ميتشل أن الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما ملتزمة في العمق عملية السلام، وليس هناك رئيس آخر غيره عمل خلال المرحلة المبكرة من ولايته على معاودة العملية السلمية في منطقة نزاعات ذات جذور تاريخية عميقة. وقال: "ثمة شعور ملح بالتدخل والالتزام من جانب الرئيس".
وأشار ميتشل إلى أن العملية السلمية لم تتحرك إلا منذ بضعة أشهر فقط، وتدل تجربته السابقة خلال مساعية للتوسط في مفاوضات السلام في شمال إيرلندا خلال الفترة 1995 - 1999، أن مفاوضات إحلال السلام ربما تستمر أعواماً. وأشار إلى أنه خلال مهمته في إيرلندا الشمالية سُئل مئات المرات متى سيعود إلى بلده، ظناً أن المفاوضات فشلت، لكنه في نهاية الأمر نجح في التوصل إلى اتفاق في سنة 1999. وأشار ميتشل إلى أن المساعي التي تبذل حالياً صعبة ومعقدة، تماماً مثلما قال له الجميع، لكنه أكد إصراره على العمل حتى إنجاز المهمة.
ومن جهتها ذكرت صحيفة "هآرتس" أنه من المنتظر وصول جورج ميتشل إلى إسرائيل الأسبوع القادم في محاولة لمعاودة المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ("هآرتس"، 23/10/2009). ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في الإدارة الأميركية أنه من غير المتوقع إعلان معاودة المفاوضات في هذه المرحلة. وأشارت الصحيفة إلى عودة المبعوثين الإسرائيليين يتسحاق مولخو ومايك هيرتسوغ الى إسرائيل بعد أكثر من أسبوع أمضياه في التفاوض مع ميتشل ومستشاريه. وقد تزامن هذا مع وجود رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات في واشنطن، وإجرائه محادثات مع الإدارة الأميركية.
وكان مولخو حضر اجتماعاً للجنة الوزارية السباعية في القدس، وقدم تقريراً إلى رئيس الحكومة وسائر الوزراء تضمن تفصيلات محادثاته في الولايات المتحدة. وذكر مصدر حكومي في القدس استمرار وجود ثغرات في المواقف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبين الولايات المتحدة والفلسطينيين، الأمر الذي لا يسمح بعودة المفاوضات في المرحلة الراهنة، فالأوضاع في رأيه، لم تنضج بعد.
وكان نتنياهو صرح الخميس الماضي خلال محادثات أجراها مع رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه سباتيرو أن المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن موضوع البناء في المستوطنات قد انتهت، وأنه جرى حل موضوع الاستيطان مع الأميركيين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح ماذا قصد نتنياهو بكلامه على "حل"، لكنها المرة الأولى التي يشير فيها علناً إلى أن موضوع المستوطنات شكل نقطة خلاف أساسية بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو. وأشارت مصادر حكومية في القدس إلى أن ما قصده نتنياهو هو التفاهمات التي توصل إليها المبعوثان الإسرائيليان خلال محادثاتهما في واشنطن الأسبوع الماضي.