· إن الاتفاق الآخذ في التبلور بين إيران والدول الست العظمى [الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا] يجسد خضوع الغرب الديمقراطي للإسلام المتطرف.
· ففي مقابل هذا الاتفاق ستحظى إيران، في حال موافقتها عليه، بإقرار دولي بشرعية نظام آيات الله، في حين أن الشعب الإيراني، في معظمه، أسقط هذه الشرعية خلال التظاهرات الكبيرة التي جرت هناك في حزيران/ يونيو الفائت. ويمكن القول إن الدول الست العظمى تمنح آيات الله ما لم يمنحهم الشعب الإيراني إياه.
· أما الأمر الثاني فهو أن الاتفاق سينظم موضوع تزويد إيران بالوقود النووي المطلوب لمفاعل الأبحاث في طهران، بواسطة تخصيب اليورانيوم في روسيا. لكن يبقى الأخطر من ذلك كله هو أن الاتفاق يرفع سيف العقوبات الاقتصادية الذي كان مصلتاً على رأس إيران، كما أنه يسقط الخيار العسكري ضدهـا.
· وعملياً، فإن إيران لا تقدّم شيئاً في مقابل الاتفاق، باستثناء إخراج 1200 كيلوغرام من اليورانيوم من أراضيها، والتي ستعود إليها في خاتمة المطاف، بعد تخصيبها بدرجة منخفضة. ولا تشمل مسودة الاتفاق أي حظر على تخصيب اليورانيوم أكثر من هذه الكمية، كما أنها لا تشمل إقامة منظومة رقابة من أجل الإشراف على تطبيق الاتفاق، ولا التزاماً إيرانياً صريحاً بالامتناع من تطوير تكنولوجيا نووية عسكرية.
· في واقع الأمر، فإن إيران نجحت في ابتزاز العالم قبل أن تنتج قنبلتها النووية الأولى. وقد كان مثل هذا الأمر متوقعاً، بعد أن التزمت الدول العظمى الصمت إزاء قمع حقوق الإنسان في إيران، وإزاء تأييدها منظمات "إرهابية" مثل حزب الله و"حماس" والجهاد الإسلامي، وسيطرتها الزاحفة على العراق، وتآمرها على الأنظمة المعتدلة في المنطقة وعلى عملية صنع السلام بين إسرائيل والعرب.
· إن ما يجب أن يقلقنا هو الخفّة التي سلمت الولايات المتحدة بواسطتها بالخداع الإيراني. ويبدو أن إسرائيل ستبقى، بعد توقيع هذا الاتفاق، وحيدة في مواجهة الخطر النووي الإيراني، ولذا يتعين علينا أن نبني القدرات المطلوبة من أجل إحباط هذا الخطر، حالما يتم اكتشاف الخديعة الإيرانية، عاجلاً أو آجلاً.