الهدوء الأمني الذي يميّز الأشهر القليلة الفائتة هدوء وهمي ومضلل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن الهدوء الأمني الذي يميز الأشهر القليلة الفائتة، هو هدوء وهمي ومضلل. ففي الوقت الذي يحظى سكان دولة إسرائيل ذات السيادة بهدوء نسبي، بل وأيضاً بازدهار اقتصادي أيضاً، فإن الواقع القائم وراء الجانب الآخر من الخط الأخضر هو واقع الاحتلال بقسوته كلها، حتى من دون أن يحظى ذلك بأي اهتمام إعلامي يذكر.

·       وأول من أمس قامت عميره هاس [مراسلة شؤون الضفة الغربية] بنشر معطيات تتعلق بوقائع يوم عادي في المناطق [المحتلة]، هو 24 شباط/ فبراير 2010، مشيرة إلى أنه شهد 212 حادثة مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، بينها 4 حوادث اعتداء جسدية على الفلسطينيين، و8 حوادث إطلاق نار على الجيش الإسرائيلي، و39 عملية اقتحام عسكرية، وتدمير 5 آبار للمياه.

·       ومع أن سنة 2009 اعتبرت في إسرائيل سنة أمنية هادئة، إلا إن إسرائيل قامت خلالها بهدم 225 مبنى فلسطينياً، واقتلاع مئات السكان من بيوتهم، واعتقال ما لا يقل عن 700 ولد وفتى.

·       لا يجوز التغاضي عن هذه الحوادث، حتى لو لم تُنشر أنباء بشأنها في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ذلك بأنها تزرع مزيداً من مشاعر الكراهية والإحباط، فضلاً عن أن من شأنها إشعال نار الانتفاضة مرة أخرى.

·       وما دام هذا الواقع مستمراً، فإننا جميعاً، فلسطينيين وإسرائيليين، سنبقى نعيش فوق برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة. إن أي تخفيف لممارسات الجيش الإسرائيلي ليس في إمكانه التغطية على استمرار الاحتلال الإسرائيلي، أو على الجمود السياسي المطلق. ومع أن "الإرهاب" الفلسطيني توقف كلياً، إلا إن عنف الاحتلال ما زال مستمراً.

·       لم تعد إسرائيل، في ظل انعدام "الإرهاب"، تملك أي سبب يمنع تحريك العملية السياسية [مع الفلسطينيين]، سواء بواسطة المفاوضات، أو بواسطة اتخاذ خطوات عملية، مثل إقرار "خطة الإخلاء والتعويض"، تمهيداً لتفكيك المستوطنات [في الضفة الغربية] وإقامة الدولة الفلسطينية التي سبق أن تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بإقامتها. وفي ظل غياب إجراءات كهذه علينا ألا نستغرب إذا ما اشتعلت النار مرة أخرى، لا في المناطق [المحتلة] فحسب، بل أيضاً في إسرائيل التي تبدو مستريحة وهادئة.