القمة في دمشق لا تنطوي على مصلحة سورية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       لا شك في أن القمة المفاجئة التي عقدت مؤخراً في دمشق، وضمت زعماء كل من سورية وإيران وحزب الله، بشار الأسد ومحمود أحمدي نجاد وحسن نصر الله، تنطوي على مصلحة إيرانية، لكن من غير الواضح تماماً ما إذا كانت تنطوي أيضاً على مصلحة سورية، ذلك بأن نظام الأسد يندرج في عداد الأنظمة، التي ترغب إيران في إسقاطها، إذ إنه نظام غير شيعي؛ وليس هذا فحسب، بل إنه نظام علماني أيضاً، ومن المفترض أن يكون أقرب إلى العراق والسعودية والأردن ومصر، منه إلى إيران.

·       فضلاً عن ذلك، فإن لدى الأسد أسباباً وجيهة كي يخشى الاستخبارات الإسرائيلية، وقدرتها على التغلغل والوصول إلى المعلومات الحساسة، لا بسبب عملية اغتيال [المسؤول العسكري في "حماس"] محمود المبحوح في دبيّ مؤخراً، وإنما بسبب عملية اغتيال [المسؤول العسكري في حزب الله] عماد مغنية في قلب دمشق، وكذلك بسبب عمليات غامضة أخرى، مثل كشف المفاعل النووي السوري وتدميره.

·       أمّا الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، فإنه يبقى صاحب اللسان السليط، إلى درجة عدم فهم أنه كلما هددنا بمحرقة أخرى، فإن إسرائيل تحث الخطى أكثر فأكثر نحو بناء قوة الردع المطلوبة، وتصعيد الجهوزية لتفعيلها وقت الضرورة.

·       لقد سبق أن أشار معلق الشؤون الاستخباراتية والاستراتيجية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، د. رونين برغمان، الأسبوع الفائت، إلى أن الاعتبار الأهم الذي رجح كفة اتخاذ قرار قصف المفاعل النووي العراقي [في سنة 1981]، في إبان ولاية رئيس الحكومة الأسبق مناحم بيغن، والذي رجح كفة قصف المفاعل النووي السوري [في سنة 2007]، هو الحيلولة دون امتلاك دولة تتطلع إلى القضاء على إسرائيل الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك.

·       بطبيعة الحال، فإن إيران يمكن أن ترتكب خطأ في فهم التصريحات الصادرة عن إسرائيل في هذا الشأن، كما أن زعماءها يمكن أن يرتكبوا خطأ في تقويم قدرات إسرائيل، أو أن يبالغوا في مدى تأثير الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة عليها من أجل الامتناع من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. لكن في الوقت نفسه، لا بُد من القول إن الذي يملك استخبارات جيدة، يمكنه الاستناد إلى سوابق قامت إسرائيل خلالها، في ظل أوضاع شبيهة، بشن هجمات، مثل قصف المفاعل النووي العراقي، الذي فوجىء الأميركيون به، على الرغم من أنهم ربما وافقوا عليه تلميحاً.